بعد مرور ما يقارب ال 5 سنوات من الدمار والاقتتال المستمر ، والدعم اللا محدود من قبل عدد من دول العالم لجماعات ما يسمى “بالمعارضة” في سوريا ، اجتمعت الدول ذات التأثير المباشر على الارض بسوريا بشقيهم المؤيد و المعارض للنظام في محاولة لكسب النقاط ومحاولة لانهاء هذه المأساة .
اجتمعت 17 دولة ، ومن قبل اجتماعهم اتفق المتابعون السياسيين على صعوبة ايجاد حل للقضية ، لكنهم في المقابل أجمعوا على اهمية هذا الاجتماع و محوريته ، خصوصاً وانه يعتبر الاجتماع الاول من نوعه من خلال جمع كل هذه الدول بعد ان كان جمعهم اشبه بالمستحيل .
وقبل الدخول و الحديث عن البنود والنتائج التي تم الاتفاق عليها من قبل المجتمعين يجب ان نلاحظ امر مهم ومواقف سبقت الاجتماع وهذه المواقف هي الاساس وراء إقامة هذا الاجتماع .
يجب ان نعرف ان هذا الاجتماع جاء مباشرة بعد التدخل الروسي المباشر في سوريا ، ودخول روسيا كلاعب اساسي في الملعب السوري ، وهذا يدل على ان الطرف المعارض قد تألم من هذا التدخل وبدأ يبحث عن حل سياسي ، ليحفظ ماء وجهه خصوصاً وان الحزم الروسي قد ارعب الكثيرين وافشل مخططاتهم واحداً تلو الآخر .
كما ان الامر الآخر والذي لا يجهله المتابع هو قبول بعض الاطراف “العربية” بمناقشة الموضوع السوري مع الجمهورية الاسلامية الايرانية بعد سنوات من الرفض وهذا اعتراف منهم ان لا حل في سوريا دون ايران لانها الحليف الاساسي والسباق للنظام السوري .
وبعد هذين الامرين وغيرهم عُقِدَ الاجتماع وتم الاتفاق على عدة بنود اهمها :
1-الإبقاء على سوريا موحدة
2- السعي لوقف إطلاق نار شامل من الطرفين
3- تشكيل حكومة جديدة والتأكيد على علمانية الدولة
4- إجراء انتخابات بإشراف الأمم المتحدة
ومن الملفت ان الإتفاق لم يتم التطرق فيه لمصير الرئيس بشار الاسد ، اي ان هذا القرار يجب ان يكون للسورين وحدهم ولا يحق لأحد ان يحدده ، وأكد على أحقيته بالترشح من جديد للرئاسة ، وبكل تأكيد لولا الضغط الروسي والايراني لما كان هذا .
كما ان المتابع للملف السوري يعلم ان كل ما ذكر من بنود قد اقترحها ووضعها سابقاً الرئيس السوري بشار الأسد و منذ اللحظة الاولى لما يسمى “بالثورة” ، الا ان “اغلب” الدول التي اتفقت عليها اليوم في الاجتماع لم تكن تستمع له بل وكانت تعارضه فزجوا بالمقاتلين من كل دول العالم لقتاله وتنحيته واثارة الفتن في بلده .
والان بعد ما يقارب ال٥ سنوات ما الذي تغير ؟ ام لأن مشروعهم العسكري في سوريا قد فشل ، والان يريدون ان يجعلوا لانفسهم موضع قدم عن الطريق الحوار والسياسة الدبلوماسية ؟؟