في ظل ما تعيشه دولنا العربية من تقلبات للأوضاع السياسية وانفجارها في مناطق صراعٍ امتدت لسنوات كسوريا والعراق واليمن وليبيا ، وما تشهده المنطقة من تحالفات تنذر بوقوع حرب شاملة لا تُبقِ ولا تذر لاسيما بعد التدخل الروسي وتحالفه مع النظام الإيراني لإنقاذ نظام بشار الأسد وما تواجهه المعارضة السورية من عدوان واحتلال غاشم لسوريا يجعلها في مواجهة عسكرية مباشرة مع هذه القوى الباغية ومع تنظيم داعش الذي بات بما لايدعو مجالاً للشك بأنه إحدى أذرع هذه القوى في محاولة منها للقضاء على الحرية التي ينشدها الشعب السوري عبر جيشه الحر !!
كما أن المشهد العراقي هو الآخر ليس ببعيد عن السيناريو الذي يحدث في سوريا ، فكل مفاصل الدولة وتشريعاتها تُدار بالريموت كنترول الإيراني وتدور في فلك الهيمنة الإيرانية وأصبحت الشعارات الطائفية التي يروج له نظام الملالي في طهران هياللغة السائدة في بلاد الرافدين ليُطيل بدوره أمد هذه المهزلة السياسية ويعطي مساحة أكبر لأخطبوط الفساد للإنتشار في كافة مناطق العراق ومؤسساته وكياناته !!
إذن نحن نعيش في آخر فصول مؤامرة تُحاك منذ انهيار نظام صدام حسين دعمتها الظروف التي واكبت ما يسمى بالربيع العربي لترتفع معها أسهم إيران التي وجدتها فرصة سانحة للتحالف مع كل القوى المتآمرة على الدول العربية لتصدّر ثورتها وتُبعد نظر الإعلام العالمي عمًا يحدث فيها من اضطرابات وتسخّر كل طاقاتها من أجل بسط نفوذها على منطقتي الشام والخليج واستعراض قوتها بعد انفراج أزمتها النووية وممارستها لـ ” زواج المتعة ” مع القوى العظمي كأمريكا وروسيا وقبولهما الدور الإيراني في جميع ملفات المنطقة وجعلها مرتكز لأي حل سياسي في سوريا أو العراق أو حتى اليمن !!
هذه الأوضاع السياسية والميدانية المرعبة لدول الجوار السوري ودول الخليج التي تقف مع حق الشعب السوري في تقرير مصيره وإنهاء حكم نظام مستبد قَتَل مئات الآلاف منهم وهجّر الملايين تتطلب من هذه الدول أن توحّد صفوفها وتمارس ضغطها السياسي لإيقاف التدخلات الروسية والإيرانية في الشأن السوري وتدخل الأخيرة في العديد من الشؤون الداخلية للدول الخليجية والعربيةكالعراق واليمن وعموم دول الخليج وكأنها تملك صك وصاية عليها وهي ليست إلا سرطاناً ينتشر عبر خلاياها التي لم تعد نائمة وأثبتت الوقائع بأنها خطر محدق بها يتحكم به النظام الإيراني ويحركه كيفما يريد ، وإن كان في اعتقادي بأن ممارسة هذا الضغط لن يُجدِ نفعاً في ظل تدخّل هاتين الدولتين المباشر والمترجم على أرض الواقع في شؤون تلك الدول مما يتطلب فرض أمر واقع على غرار قرار عاصفة الحزم التي أنهت تجاوزات إيران في فرض الوصاية على اليمن وأعادت للعرب هيبتهم بدحر أذناب النظام الإيراني في اليمن والقضاء على حلمهم باحتلال هذا الكيان العربي الأصيل !!
فعلى دولنا وعلى رأسها المملكة العربية السعودية أن تشكل تحالفاً مع تركيا يواجه تحالف الظلم والشر الذي تقوده روسيا وإيران لإنهاء هذا التعدي السافر على شعوبنا ودولنا العربية ، وأن تتخطى مسألة المشاورات والمفاوضات مع هذه الأنظمة لأنها ضربت كل المواثيق والعهود في عرض الحائط وأصبحت لا تتحدث إلا بلغة مصالحها وأيدلوجياتها التي تتعارض مع أي دعوة تُطالب بإسقاط هذه الأنظمة الفاسدة سواءً في سوريا أو العراق ، بات من الضروري قبل فوات الأوان أن تشكل دولاً قوةً تفرض سياسة الأمر الواقع على كل من يتعدى على الشعب السوري وأن لا تظل تمارس دورها الثانوي بالمطالبة فقط بأن لا يكون لبشار دور في مستقبل سوريا لأن هذه القوى الظالمة حسمت الأمر عسكرياً وأعلنتها مدوية بأنها مع هذا النظام ولن تسمح لأي كائن كان بأن يُغيُر هذا الواقع الذي أوجدوه لتحقيق مصالحهم!!
فاصلة أخيرة
غياب الشقيقة عمان عن ممارسة أي دور لها في الشأن السوري طيلة السنوات الماضية أمرٌ غير مستغرب نظراً للحيادية التي تتبعها السلطنة في تعاطيها مع تلك القضايا ، ولكن أن تتفاوض مع بشار بعد كل ما فعله بالشعب السوري وأن تخرج من السرب الخليجي الرافض للتعامل مع هذا المجرم وفي هذا التوقيت الصعب أمرٌ نستغربه كثيراً !!
وهذا يدعونا أيضاً بأن لا نستغرب كثيراً عندما تتبخر أحلامنا باتحادٍ خليجيٍ يواجه التحديات الراهنة والمستقبلية !!