– أهلاً، لم أرك منذ فترة طويلة، كيف هي أحوالك؟
– أنا بخير وعافية والحمدلله… أموري فوق النخل.
– شلون يعني، ماذا تقصد “بفوق النخل” وماذا تعمل الآن؟
– أنا لا أعمل، مرتاح، وعندي خير!
– لم أفهم، عندك خير، يعني ثروة… ولا تعمل!
– عملي ببساطة، هو النقل، أنا الآن، بفضل الله، صاحب مؤسسة نقل، أملك عشرات السيارات “لوري وهاف لوري” لنقل البضائع. في الحقيقة، لست المالك الحقيقي لتلك السيارات، يصح أن تقول إنني المالك الصوري، فكثير من الوافدين يشترون سيارات النقل هذه كي يسترزقون منها، ولأن القانون يمنع غير الكويتي من الاتجار بالنقل… وغير ذلك “والله يبارك في القانون، واللي سواه”، يقوم إخواننا الوافدون بشراء تلك السيارات، ثم أسجلها باسم مؤسستي، وأنا بدوري آخذ منهم مبلغاً مقطوعاً كل شهر، مقابل استعمال اسم المؤسسة، والحمد لله… الأمور عال العال… وفوق النخل.
– معقول… لكن كيف تستطيع تسجيل كل تلك السيارات باسم مؤسستك، ألا تشك إدارة المرور باستغلالك كل هذه التراخيص… أليست هذه تجارة تتطلب إجراءات قانونية معينة، وغيرها…؟
– كل شيء حسب القانون… سامحني، لم أقل لك إن أموري سالكة دائماً ولله الحمد، أحياناً، ونادراً، هناك صداع قليل، بسبب المخالفات المرورية لبعض السيارات،،، لكن هذه مقدور عليها… اللي يعرف الطريج ما يتوه…!
تنحنح قليلاً،،، التفت يساراً… بصق… وأكمل حديثه: أزيدك من الشعر “بيت”، الخير يجلب الخير، مرات كثيرة، إذا أراد أصحاب هذه اللوريات بيعها، آخذ نسبة معينة من قيمة المبيع مقابل إنجاز المعاملة،،، حسب القانون،،، والله يبارك بالديرة والحكومة والقانون… تصور يا عزيزي كيف يمكن لنا نعيش بدون قانون… الحياة ستكون مستحيلة لنا نحن أهل الديرة… لكن لماذا أنت مستغرب من حالي… الديرة الله يبارك فيها… كلها ماشية جذي… أصحاب التكاسي الجوالة وكفلاؤهم ماذا يفعلون غير هذا… أصحاب البسطات… أصحاب المكاتب القانونية ومكاتب المهندسين… عيادات الأطباء… ليسوا هم أحسن مني،،، حالي من حالهم،،، هل نسيت كفلاء الإقامات… يقبضون “بلاوي”،، وغيرهم وغيرهم… الأمور بخير والديرة بخير والقانون بخير…
– لكن… لكن!!
– لا لكن، ولا بطيخ… حاسدين الفقير على موتة الجمعة… نسي جنابك الجماعة الذين تسمونهم “هوامير” حين ترسى عليهم المناقصات بالتفصيل المريح… وتضبط لهم المزايدات وتخصص لهم أراضي الدولة الشاسعة بسعر رمزي… يعني ببلاش… ويقومون بإعادة تأجيرها من الباطن بمبالغ تزيد مئات المرات عن سعر الحكومة الله يبارك فيك وفيها… بماذا يختلفون عنا؟!!… ماذا أضافوا لاقتصاد الدولة، أين هي القيمة المضافة من عملهم…؟! هم عندهم جناسي كويتية ومعرفة عميقة بدروب الخير في بلد الخير والهوامير، وأنا وغيري من جماعة “الزوري” لدينا جناسي وعرفنا مسالك الخير، تأخرنا قليلاً لكن، لا بأس، وصلنا بالنهاية، وتعلمنا منهم ومن حكوماتنا الطيبة دروب الخير… الله يبارك فيك وفي الحكومة وفي الجناسي… هل معقول أن نحيا من غير جناسي…؟! ونصير بدون… كيف يمكن…؟ لا… أبداً،،، لا يمكن أن نصير مثلنا مثلهم. ربعكم الهوامير… الكبار… لهم طرقهم العريضة الواسعة والجميلة… والله يفتح عليهم وعلى جميع المسلمين… سككنا أضيق قليلاً منهم، لكنها أيضاً جميلة و”قد الحال”،،، الله يبارك فيك وفيهم… الأمور طيبة… وبخير… دع القافلة تسير… من غير نباح الكلاب… يكفينا عواء بعض الكتاب… لكن… الحمد لله لا أحد يسمعهم في الحكومة، هي لاهية، والله يبارك فيها… وأهل الكويت لاهون، الله يبارك فيهم، لاهون بماذا…؟ لا أعرف! لكنهم لاهون… الأمور بخير وفوق النخل… دعني أغرد الآن مع الغربان!!… مع السلامة.