بعد اعتماد مرسوم الصوت الواحد والذي عالج الكثير والكثير من القصور وحال دون استثناء ظاهرة تبادل الأصوات، تعالت الأصوات بأن المجلس حتما سيكون حكوميا وان النواب «لا يهشون ولا ينشون» وان المجلس مراح ينجز أي إنجاز ولن يحقق طموحات المواطنين، هذه التصريحات والتي بلغت حد التشكيك في السلطة التشريعية، جعلت هناك تحفزا في مراقبة أداء مجلس الأمة خلال أدوار انعقاده الأربعة، قد لا يخفى على احد ان المواطن الكويتي سياسي بطبعه يفرق الغث من السمين وبطبيعة الممارسة الديموقراطية الممتدة لعقود طويلة، أصبحت لديه المقدرة على أن يفرق بين من يريد أن يخدم نفسه ومصالحه الشخصية ومن يريد أن يخدم وطنه والمواطنين.
هذه المقدمة ربما اقصد من خلالها أن تقييم أداء مجلس الأمة من خلال خبرتي البسيطة المتواضعة وحرصي مثل غيري من المواطنين على المتابعة والرصد بل والنقد، لا أبالغ حينما أقول أداء مجلس الأمة خلال الدورات الثلاث الماضية نوعا ما جيدة، فعلا هناك إنجازات مشهودة فكم من الإنجاز يستحق الإشادة والتوقف أمامه باحترام، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله، أداء المجلس بصورة عامة كان أداؤه مميزا، أغلبية النواب عملوا كفريق عمل متناغم اخفق في قضايا وطموحات ولبى الكثير من الآمال والطموحات ونأمل تحقيق المزيد والمزيد خلال دور الانعقاد الحالي.
نعم هناك بعض النواب وهم قلائل الذين لا يهتمون لمصلحة الوطن والمواطنين وان مصالحهم الشخصية هي الأولوية لهم، أيضا هناك نواب غير موفقين من ناحية التصريحات الطائفية العنصرية وتدخلهم في الشؤون الخارجية وضرب العلاقات الدولية مع دولتنا الحبيبة الكويت، وهناك «الزين والشين»، ولكن بشكل عام توجد هناك الإنجازات التي تستحق الإشادة، ومنها على سبيل المثال قانون جمع السلاح والموافقة عليه وهذا القانون بكل المقاييس كان مطلبا شعبيا لأن انتشار السلاح يشكل خطورة على نسيج الوطن، وأيضا وبضغط نيابي خطا خطوة مهمة على طريق حل المشكلة الإسكانية من خلال إلزام الحكومة بتشييد نحو 12 ألف وحدة سكنية سنوية مع العلم أن مشكلة الإسكان كانت من البرامج الانتخابية لأغلب المرشحين والنواب السابقين الذين يدغدغون مشاعر المواطن من أجل التكسب الانتخابي، وأيضا إقرار قانون إنشاء محكمة الأسرة وقانون البيئة وقانون التجنيد وغيرها من القوانين الكثيرة وهي ليست خافية على احد.
مجلس الأمة في نظري بقيادته الشابة الممثلة في مرزوق علي الغانم تستحق هي الأخرى الإشادة المستحقة، فهذا الشاب ورغم حملة التشكيك في كفاءته خلال بداية توليه رئاسة المجلس، ولكنه أثبت انه شرف جيل الشباب وأحسب نفسي احد أبناء هذا الجيل، مواقف مرزوق الغانم «بوعلي» ليست خافية على احد وهناك مواقف كثيرة إيجابية ومنها على سبيل المثال لا الحصر كونه وراء جلسات ماراثونية لمناقشة الوزراء في ملاحظات ديوان المحاسبة، وتلمسه لنبض الشارع من خلال عقد جلسات مكاشفة بين النواب والوزراء، ومواقفه المشرفة للكويت ولكل الكويتيين في اتحاد البرلمان العربي ومواقفه بوقوف أمام من يريد أن يزرع الفتن بين الشعب الكويتي ولكن بحنكته السياسية استطاع نزع فتيل الفتنة والطائفية والعنصرية، وأيضا إدارته لجلسات مجلس الأمة الناجحة بشهادة الأغلبية من المواطنين، وهناك الكثير والكثير من المواقف الوطنية التي يستحق الشكر والثناء عليها.
* زبدة الحچي: خلونه نتفاءل وبإذن الله القادم أجمل نعم هناك أعضاء يهتمون بمصالحهم الشخصية، وأيضا هناك أعضاء يعملون ليلا نهارا لتشريع القوانين التي تصب للمصلحة العامة وجهودهم واضحة ومشهودة نقول من كل قلب يجب على الحكومة أن تمد يد التعاون مع المجلس لتكتمل سلسلة الإنجازات وعلى النائب أن يعي انه ورغم مراقبته لأداء الحكومة فإن أداءه هو الآخر مراقب من قبل المواطنين، ويتطلب من كل نائب في مجلس الأمة أن يحافظ على تواصله مع الناس وأن يعمل جاهدا على تحقيق الصالح العام وخدمة الوطن لأن بالنهاية هو الخاسر الوحيد.
حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.