قبل أكثر من سنة، وتحديداً في السابع من أغسطس من العام الماضي، كتبت في “تويتر” تغريدة أنقلها هنا بالحرف والنقطة والفاصلة: “أرى أن المالكي أخطر من داعش والبغدادي. هؤلاء يخرجون بصورة منفرة، أما هو فيتحدث عن الديمقراطية ويرتدي ربطة عنق، وأفعاله أبشع من أفعالهم”.
والمالكي المقصود هنا هو رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري، جلاد إيران الباطشة سلطته على العراق والعراقيين، تحت رداء الدفاع عن محبي الحسين، في وجه محبي يزيد، بحسب زعمه وتزويره.
وقد تابعنا ما نشرته قناة الجزيرة في برنامجها الاحترافي الرائع “الصندوق الأسود”، الذي كشفت فيه الوجه الحقيقي لنوري المالكي، بالوثائق والمستندات والأحداث المؤرخة. ولا أظن أن مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي من محبي يزيد بن معاوية، ولا من محبي الحسين، ولا أعتقد أن هذا المسؤول الأوروبي داعشي التوجه والهوى، عندما كشف عن السجون السرية التابعة للمالكي نفسه، وعن اختفاء الآلاف من سجون العراق في عهد المالكي، وعن غير ذلك.
وأن تخرج علينا بهيئة واضحة، وتعيش في الكهوف والمغارات، كما يفعل خنازير داعش، وتستعرض جرائمك على شاشات التلفزيون، وتعلن عداءك لنا ولكل من لا ينتهج نهجك، فأنت بذلك تضع أوراق لعبك فوق الطاولة، وتريح عقولنا من التفكير في تصرفاتك، لكنك عندما ترتدي ربطة عنق فاخرة، وترتدي بذلة متناسقة الألوان، وتتحدث عن الديمقراطية، وعن حقوق الإنسان، والتنمية، ومحاربة الإرهاب، وغيرها من الشعارات / الأقنعة، وتتجول بيننا، ويستقبلك مسؤولو الدول بالنشيد الوطني، واستعراض الحرس، قبل عقد الاجتماعات في المقار الرسمية… كما تفعل ضباع إيران، فأنت تدفع الشيطان لأن يحك رأسه بقوة، قبل أن يصنفك، ويعرف حقيقتك، فما بالك بنا نحن البشر؟
ونوري المالكي أخجل الشيطان وأحرجه، فخرج الشيطان من الاجتماع مرتدياً حذاءه مقلوباً، بعد أن اكتشف أنه “غرٌّ وليس لمثله الميدانُ” (كما يقول الشاعر العراقي أحمد مطر) عند مقارنته بنوري المالكي وأسياده… وللحديث بقايا، لا بقية واحدة.