اشتهر الزعيم الليبي الراحل «معمر القدافي» بأزياء ملابسه الغريبة التي كان يخترعها ويصممها- ليس وفقا للموضه أو مستجدات علوم الأزياء- بل إستنادا علي قناعاته وأفكاره ، منها علي سبيل المثال لا الحصر- حين جاء الي إحدي القمم العربية في القاهرة عن طريق البر من ليبيا بعد فرض الحظر الجوي علي بلاده – وهو يركب سيارة كاديلاك بيضاء ويرتدي بدله بيضاء مع قفازات بيضاء ، فلما سئل عن السبب قال: « اللون الأبيض هو صفاء نفسي والقفازات حتي لاتلامس يدي العرب الذين صافحوا الإسرائليين»!!
كانت «ورقة طلاقه – أو خلعه» من العالم العربي حين ظهر علي الشاشات وهو يرتدي قميصا عليه صور كل زعماء أفريقيا قائلا:« نحن – أصلا من افريقيا وفي أفريقيا – ولاعلاقه لنا بالعالم العربي»!! أمثلة كثيرة لوسردنا عشرة بالمائة منها فلن تكفي أحبار عشرات الأقلام ولاتسويد مئات الأوراق البيضاء ، لذلك سنتكفي بماقلناه ونقف عند «توأمه» الذي ظهر فجأة مصابا بداء العظمة ذاتها ويصلح أن نطلق عليه إسم « معمر قذافي رجب طيب أردوغان أفندي باشا سليلباب عالي حضرة أفندينا معظم أمان ياربي ..أمان»!!
كتب أمير الشعراء شوقي أبياتا جميلة عن« كلب سلوقي يخاطب جوادا وهما في رحلة صيد » ويقول له:« قال السلوقي مرة للجواد/ وهو الي الصيد مسوق القياد/ بالله قل يارفيق الهنا/ فأنت تدري لي الوفا في الوداد/ ألست أهل البيد أهل الفلا/ أهل السري والسير أهل الجهاد/ ألم تكن رب الصفات التي/ هام بها الشاعر في كل واد/ قال بلي كل الذي قلته أنا به المشهور بين العباد/ قال فما بالك ياصاحبي إذا دعا الصيد وجد الطراد/ تشكو فتشكيك عصا سيدي/ إن العصا ماخلقت للجواد/ وتنثني في عرق سائل منكس الرأس ضئيل الفؤاد/ وذا السلوقي أبدا صابر ينقاد للمالك أي انقياد/ فقال مهلا ياكبير النهي ماهكذا أنظار أهل الرشاد/ السر في الطير وفي الوحش لا في عظم سيقانك ياذا السداد/ مالرجل إلاحيث كان الهوي/ إن البطون قادرات شداد/ أما تري الطير علي ضعفها تطوي الي الحٓبِ مئات البلاد»؟!
انتهت أبيات أمير الشعراء ولنبدأ الآن في الحديث عن أمير الأزياء الجديد في الباب العالي!! شاهد العالم بأسره تلك الأزياء الحربية القديمة التي ألبسها «معمر قذافي تركيا» لجنوده خلال استقباله للرئيس الفلسطيني محمود عباس إبن أرض بلاد الشام التي تمتد عند «الناقورة»اللبنانيه شمالا وحتي «معان» الأردنية جنوبا والتي قاسي أهلها من حكم «جمال باشا السفاح» ومجاعة «سفربيلك» التي أكل فيها الناس روث الأغنام والبقر، وتذوقوا علي أيادي الأتراك عصي الخوازيق و..«تبليط البحر»!!
الغرب -الذي تعب من تلك «الأغنام» الهائمة علي وجهها في كل واد منذ أيام «حسين – مكماهون» و«سايكس-بيكو» وتسمي بأمة العرب ، ماكان منه إلا أن اختار « السلوقي – التركي» لكي «يرعاها جيدا» ويقودها – مرة أخري – كما فعل بالحديد والنار والخوازيق لمدة أربعمائه سنة تحت غطاء الخلافه و« دولة الإسلام» وبعد أن إعتبر أن دخول «السلوقي» الي «حظيرة الاتحاد الاوروبي» أمر غير منطقي علي الإطلاق ، فهذا النوع من الكلاب لايصلح إلا .. للصحاري وسكان الصحاري ، فهم أغنام لايخشون إلا سيقانه الإسرائيليه ولايخافون إلا من سوطه .. الأمريكي!.