بثت وكالات الأنباء خبرا صغيرا – قبل إسبوع- تقول فيه :«الجنائية الدوليه تبدأ تحقيقا حول الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني»!! بعد أكثر من ٦٥ عام علي النكبه، و«ويافلسطين جينالك.. جينا وجينالك» «وماأخذ بالقوه لايسترد إلا بالقوة» و«وأرضنا من البحر الي النهر» و..«الصراع العربي الإسرائيلي صراع وجود وليس صراع حدود»..الي آخره، إنتهي بنا الحال الي أن قضية العرب الأولي صار حلها بيد الجنائية الدولية ، وصار الصراع «فلسطيني – إسرائيلي» فقط، ليس عربي – إسرائيلي، وليس إسلامي – إسرائيلي ، بل مجرد «هوشة» بين مجموعة فلسطينيين « وشوية يهود» وكان الله بالسر ..عليما!
بعد معركة الكرامه الشهيرة بين الجيش الأردني والفلسطينيين من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة ثانيه عام ١٩٦٨، ألقى الراحل الملك حسين خطابا ناريا كان أهم ماجاء فيه :«سنقاتل الإسرائليين بأظافرنا وأنيابنا» !!انتهي القتال الأردني من الأظافر والانياب الي الأقلام والأوراق فتم توقيع إتفاق «وادي عربه» وخلصت الحكاية !! «حسني الزعيم» أول من فتح باب الانقلابات العكسرية في العالم العربي حين قام بانقلابه في سوريا ، وضحك علي شعبه وامة العرب قائلا إن معركته القادمة ستكون لتحرير فلسطين!
ذهب «الزعيم» وجاء أهل الأحزاب والنظريات والأفكار الشيوعية والقومية والناصريه ، وكلهم وعدونا «بتناول طعام الافطار في مطاعم تل أبيب المحررة بعد أن يحررها جنود الجيش السوري البواسل» حتي جاء انقلاب حزب البعث عام ١٩٧٠ ثم الحركه التصحيحية عام ١٩٧١ وانتظرنا من جماعة « ميشيل عفلق» أن يجعلوا أمة العرب كلها تتناول الغداء والعشاء في فنادق حيفا ويافا، لكن ذلك لم يحدث ، وذهب حافظ وجاء بشار، والقذافي وعلي عبدالله صالح والبشير وزين العابدين بن علي وصدام حسين وأبو بكر البغدادي والشيخ واثق البطاط ومقتدي الصدر ورفسنجاني وأردوغان وسلمان العوده ومحمد العريفي «وعرعور إبن العراعير»، وصاحب نظرية « الليبرالي الي يضاجع شقيقته» وقائمه طويله عريضه لن تتسع لها حواشي أمهات كتب التاريخ الإسلامي برمته منذ القرن الأول الهجري وحتي يومنا هذا!!
إنتهي هذا الصراع العربي – الإسرائيلي ، أو العربي الإسلامي الطويل ليصبح مجرد «نزاع بين يهود وفلسطينيين» تنظر بشأنه محكمه اسمها .. الجنائية الدولية !! و.. كاسك ياوطن!.