لكل مهنة في العالم أدواتها الخاصة، وقد تجد من يمتلك بعض تلك الأدوات ولكنه لا يجيد استعمالها الاستعمال الجيد، وعلى سبيل المثال كأدوات النجارة وأدوات الكهربائي فلا يوجد بيت إلا وبه مطرقة أو مفك ولكن لا يمكن أن نجعلها في متناول جميع أفراد العائلة، فقد يستخدمها أحد صغار السن وتصبح أداة خطرة بيده.
وبما ان السياسة أصبحت مهنة البعض بحجة الديموقراطية فإن هناك أدوات يملكها النواب ويحق لهم استخدامها دون غيرهم ولكن البعض منهم لا يستخدمها الاستخدام الجيد أو أنه يستخدمها لأهدافه الخاصة، ومن ضمن تلك الأدوات أداة الاستجواب والتشريع.
لقد وضعت أداة الاستجواب قبل التشريع لأن الاستجواب أخطر من التشريع، فالتشريع قد يستغله البعض لهدف طائفي أو قبلي أو فئوي، ولكنه لن ينجح لأنه يتطلب موافقة الجميع بما فيهم الحكومة، وهذا الأمر قد يكون مستحيلا في حال دارت شكوك حول أهداف التشريع.
ولكن الأخطر هو الاستجواب، فهو لا يحتاج لأي زميل له لتقديمه، وهذا ما يستغله بعض النواب ليكون وسيلة ضغط على الوزير من أجل مكاسب خاصة أو مكاسب انتخابية، فكلنا يعرف ان النواب يبحثون عن إرضاء ناخبيهم فكم من استجواب تقدم به بعضهم لكسب رضاء رواد ديوان أو عائلة أو مجاميع ضغط في دائرة النائب.
أدام الله من كان هدفه بالاستجواب للصالح العام ولا دام من استغل الاستجواب للتكسب الانتخابي أو لمصالحه الخاصة.