مع وجود كل هذه المعاهدات العسكرية التي تربط دول الخليج العربي بالقوى العظمى، وكل هذه المواثيق العالمية، والتحالفات، مازالت دول الخليج صامتة لا ترد على بجاحات إيران التي نقرأها في هيئة تصريحات. الأمر الذي يدفعنا إلى طرح الأسئلة حول جدوى مئات الملايين من الدولارات التي صُرفت على هذه المعاهدات، وقبلها على التسليح.
ما الذي يمنع دولنا، كل واحدة منها على حدة، أو منظومة مجلس التعاون الخليجي ككيان جامع، من إصدار بيان موحد يبين موقفها تجاه إيران وأصابعها التي تزداد طولاً يوماً بعد يوم؟ أمرنا غريب.
وإذا كانت الدبلوماسية و”الحصافة”، كما يظن البعض، تتطلبان إطلاق التصريحات التي ترتدي البذلة الرسمية والبابيونة، وتبدأ بالجمل المعلبة: “أيها الحفل الكريم”، و”إنه لمن دواعي سرورنا”، و”العلاقات مع الجارة قوية ومتينة”، وما شابهها طعماً ولوناً، رغم أنها بلا طعم ولا لون… فلمَ لا تخرج القيادات العسكرية الخليجية، ببزاتها العسكرية، في وسائل الإعلام لتطلق تصريحات بحجم الحدث، تطمئن شعوبها، وترفع معنوياتها الخائفة المرتبكة، وتكون تلك التصريحات العسكرية رداً على تصريحات نظرائهم العسكريين الإيرانيين.
ثقوا بالله، أيها المسؤولون الخليجيون، أن صمتكم تجاه بجاحات إيران له تأثيره الشديد السلبية في نفوس الشعوب الخليجية، إذ لن تعتبر الشعوب هذا الصمت “حكمة”، ولا تعقلاً. بل الحكمة والعقل والكرامة تتطلب موقفاً رزيناً، موحداً، غاضباً، محذراً، شديد الوضوح، بحيث لا تتعب القيادة الإيرانية في تفكيك طلاسمه، والبحث عن مقاصده.
هذا الرأي، الذي أطرحه الآن، ليس تهوراً، كما سيروج “العقلاء”، أو من يرون الصمت أمام التهديدات تعقلاً… هذا الرأي هو أضعف الإيمان، وخط الدفاع الأول أمام الغطرسة الإيرانية الوقحة. فهل نحن فاعلون؟