لا شك أن مستوى الكرة انحدر لدرك لم نر له مثيلا، وقد طالبت سابقا برحيل رئيس الاتحاد وحملته المسؤولية في لحظة غضب بسبب الهزيمة الثقيلة التي مني بها منتخبنا في دورة كأس الخليج الأخيرة، بيد أن الحقيقة أن هذا الانحدار لم يكن استثنائيا، وإنما يأتي في إطار انحدار عام أصاب كل ركن أو مضمار مسؤولة عن إدارته هذه الحكومة الرشيدة.
ولكن الغريب العجيب هو موقف البعض الذي استشاط غضبا وثار لدرجة المطالبة ودعوة الناس للخروج للشارع، وليس في ساحة الإرادة وإنما مقابل مقر اتحاد كرة القدم وهو في منطقة سكنية! كل هذه الفزعة من اجل انحدار كرة القدم الكويتية بينما نجد هذا البعض مطبلا للحكومة في مواضع كثيرة وهي التي قادت وطننا العزيز لهذا الانحدار العام! فهذا البعض لم نسمع له حسا تجاه خسارة الداو أو استمرار تمتعها بالقرض الحسن الذي حظت به بقيمة مليار دولار، بل ولم ينطقوا تجاه استمرارها في الحصول على الغاز والديزل والكيروسين والكهرباء المدعوم، وهي التي نكلت بالمال العام، ومع ذلك مازالت الداو تحظى بحنان وعطف حكومتنا الرشيدة.
كما ان هذا البعض لم يغضب من فشل خطة التنمية وتقديم خطة أخرى في العام نفسه، وبعد ما أعلنت عنه وزيرة التخطيط والتنمية ان الحكومة وكل مؤسساتها لا تملك مفهوما للتخطيط؟ بما يعني أن وطننا لن يرى التنمية أبدا في ظل هذه الحكومة، ومع ذلك لم ينطقوا ببنت شفة؟ بل ان هذا البعض كان ومازال صامتا عن انحدار ترتيب وطننا العزيز الكويت على كل مؤشرات مدركات الفساد والشفافية..؟ وصمتوا أيضا عن تأجيل تسلم المرحلة الأولى من جامعة الشدادية المقرر في مثل هذه الأيام إلى 2019 عبر قانون صدر من السلطة التشريعية ليس لشيء سوى حماية التاجر من دفع غرامات التأخير! وصمتوا عن التعيينات في المناصب القيادية التي سيطر عليها لون سياسي واحد، وصمتوا عن عودة السياحة العلاجية على حساب المال العام ومستحقي العلاج بالخارج.
وصمتوا عن تخبط وتضارب التصريحات الحكومية تجاه انخفاض أسعار النفط، وصمتوا عن رفع الدعم عن الديزل والكيروسين وتعهدات الحكومة المغلظة بعدم تضرر المواطنين جراء رفع الدعم الا ان هذه التعهدات ذهبت أدراج الرياح فجر اليوم الأول من تطبيق القرار، فارتفعت الأسعار وكان اكبر المتضررين هم المواطنون..! وصمتوا وصمتوا وصمتوا عما يستحيل حصره في مقال من إخفاقات وترد وانحدار على كل الأصعدة بسبب سوء إدارة هذه الحكومة وضعف أو بالأحرى انعدام رقابة مجلس الأمة.
كل هذا صمتوا عنه بل وطبلوا له أحيانا كثيرة ولكنهم فزعوا وتفازعوا وتنادوا وطالبوا حتى بالخروج للشارع الذي كانوا ينكرونه على غيرهم وخصوصا عندما يكون الخروج في غير ساحة الإرادة، كل هذا فقط للمطالبة برحيل رئيس اتحاد كرة قدم..! ونسوا أو تناسوا بأن التردي الذي أصاب وطننا العزيز بكامل وزاراته ومؤسساته وهيئاته «إلا من رحم ربي» فإن المسؤول بالتضامن أمام الشعب هما السلطتان التنفيذية والتشريعية وفق دستورنا، ولا يجوز بحال من الأحوال نقد التردي في كرة القدم منفردا، وفي الوقت نفسه يتم السكوت أو التطبيل للحكومة وإخفاقاتها وسوء إدارتها في معظم المواضع الأخرى، فهذا يا سادة يثير شبهات الانتفاع أو شبهة الشخصانية المقيتة.
فهل من مدكر؟
آخر مقالات الكاتب:
- قوافل اللاجئين صنيعة الغرب وعليه حلها
- روسيا ستنجز ما عجزت عنه أميركا..
- غداً ذكرى عزيزة للكويت وأهلها..
- بعد التجميد.. الحكومة تصفي الأوفست؟!
- روسيا.. الذهاب إليها متأخراً خير أيضاً
- «حماس» شرطي إسرائيل في غزة
- العبادي بدعم الشعب سيسحق الفساد
- سلمت عين الأمن الساهرة
- فزعة العراقيين على الفساد والفاسدين..
- إجرام الطالح علي عبدالله صالح