هذا هو عنوان الحملة التي ستنطلق في العاشر من أكتوبر، كي نرمي العادة السيئة النتنة في القمامة، ونغسل مكانها بالمطهرات، ونفتح الشبابيك ليتغير الهواء، ونعطّر المكان.
والعادة هي؛ رفض تزويج “غير الأصيل” نسَباً من “الأصيلة”، والعكس. وإن سألتني: في أي المعايير تم اعتبار فلان أصيلاً وفلان غير أصيل؟ سأدهشك بالإجابة، عندما أخبرك أن مَن حدد هذه المقاييس والمعايير هم أجدادنا وأسلافنا- رحمهم الله- الذين لم يكن لديهم حظ من التعليم، وكانت ظروفهم مختلفة، حيث الجوع والجهل وعدم الشعور بالأمان وما شابه، وحيث امتهان الصناعة من المهانة، والزراعة دليل ضعف، وغير ذلك من الأسباب التي جعلت أرضهم مستباحة للقوى الأجنبية.
وبالطبع لن أنكر أن بعض عاداتهم تبعث على الفخر، ككرم الضيافة، وتحمّل أخطاء الجار (قلت تحمّل ولم أقل احترام، لأنهم يبالغون في احترام الجار إلى درجة أنهم يغضون الطرف عن أخطائه مهما كبرت، ويدافعون عنه ضد كل مَن يعتدي عليه ولو بكلمة، ويقفون مع الجار ضد بعضهم البعض)… لكن مَن يكسر هذه العادة، في عصرنا هذا، لا يتم توبيخه، ولا يُعاقَب أبناؤه وبناته بعدم تزويجهم، بينما مَن يُقدِم على تزويج ابنته أو ابنه من عائلة أو قبيلة “غير أصيلة” يرى جزءاً من أهوال القيامة في الحياة الدنيا، ويا للعجب.
ولن أحتاج إلى أدلة تثبت أن معايير الأصالة كانت مرتبطة سابقاً بالقوة والنفوذ، وهو ما يعني أن جيوش الدول العظمى، ومنها الجيش الأميركي مثلاً، أكثر أصالة من قبائل شبه الجزيرة العربية! أقول ذلك دون أن أنسى أن الجيش الأميركي يضم بين صفوف عساكره عدداً من الشواذ من الجنسين، ولا أعتقد أن معايير الأصالة تنطبق على هؤلاء الشواذ.
هي عادة عنصرية، ببساطة، يدافع عنها قليلو التعليم والثقافة، ويرفضها المثقفون من أبناء الخليج وبناته بصمت وخوف.
واليوم حان الوقت ليعلن أبناء هذا الجيل رفضهم لهذه العادة العنصرية النتنة، لذا تم تحديد يوم العاشر من أكتوبر لإعلان هذا الرفض بالصوت العالي، وبالاسم والصورة.
فإن كنت، أيها الخليجي والخليجية، ترفض هذه العادة، وتنتظر اليوم الذي تعلن فيه رفضك لها، فها هو التاريخ أمامك (العاشر من أكتوبر)، وها هو عنوان الحملة أمامك “مِن مواخيذنا”، وهو المناقض للجملة العنصرية السابقة “مو من مواخيذنا”، التي تعني أنه لا يليق بنا تزويجه أو الارتباط بنسب معه.
في هذا التاريخ سنعلن أننا لسنا عبيداً لعاداتٍ نرفضها، بل أحرار نضع من العادات ما يناسب عصرنا وعقلياتنا وثقافتنا المعاصرة ومبادئنا.