لم تواجه فلسطين مؤامرة أخطر مما يحيكه الإسرائيليون لها هذه الأيام، فمع حالة الضعف والتشتت والانشغال العربي والإسلامي في الصراعات التي أشعلها الغرب والروس في ما بينهم، راح اليهود يعيثون فساداً في مؤامرة انقضاضهم على القدس الشريف ومحاولة تهويده واقعياً، وإجلاء المسلمين من الفلسطينيين منه. ومخططهم هذا كشفته مصادر عديدة، ولعل فضحه وتنبيه المسلمين إليه واجب لا يجوز التهاون فيه.
وقد أصدروا قانوناً بتقسيم المسجد الأقصى مكانياً وزمانياً بين المسلمين واليهود، وهذه خطوة من خطوات الاستيلاء عليه كاملاً..
معنى التقسيم الزماني
إنهم يقسمون ساعات النهار بحيث يسمحون للمسلمين بالدخول وقت الصلاة.. ويمنعونهم ما بين الساعة 7 إلى أذان الظهر، ويكون مخصصاً فقط لليهود بحجة أنه لا صلاة في ذلك الوقت.
ومنذ ثلاثة أيام أصدروا قانوناً يعتبرون فيه المرابطين في المسجد إرهابيين يحاكمون بهذه التهمة (المرابطون هم أشخاص من أهل القدس يتواجدون فيه ليشغلوه بحلقات ذكر وعلم حتى لا يخلو لليهود) ثم من التقسيم الزماني انهم جعلوا الحق لليهود بالدخول للمسجد وإخلائه من المصلين في كل أعياد اليهود (100 يوم) إضافة إلى أيام السبت تخصص لليهود ويمنع المسلمون من الصلاة فيه.
يعني المجموع يقارب الـ200 يوم بالسنة.
أما التقسيم المكاني
فهم (مبدئياً) يريدون أن يجعلوا للمسلمين فقط الأماكن المسقوفة (مثل مصلى قبة الصخرة والمصلى المرواني..)، ويكون لهم حق السيطرة على جميع الساحات الخارجية.. وقد انتهوا من عمل مخططات لكنيسين سينفذونهما داخل السور في زاويتين من زوايا المسجد الخالية من البناء.
إن واجبنا يبدأ بالدعاء ولا يقف عنده.. بل واجبنا تقديم الدعم هل القدس لتثبيتهم في القدس. فأهل القدس يقومون بما يجب أن تقوم به امة كلها.
اقصى ليس مقدساً هل القدس فقط.. بل هو ثالث أعظم مسجد مقدس لدى مليار مسلم.
وعلى صعيد آخر، فإن الدب الروسي أسقط آخر أقنعته في الشأن السوري بتدخله العسكري المباشر بقوات من النخبة والخبراء الذين يقاتلون جنباً إلى جنب مع الأسد ونظامه ومع إيران وحزب الله بتحالف بين قوى أخرى وهو يتم بلا شك بمباركة من العم سام الأميركي الذي ترك الإيرانيين وحزب الله يعبثون بسوريا تحت رعايته وبإشراف الروس بمنهجية الغاية تبرر الوسيلة (الانتهازية السياسية والمذهبية معاً)، ولذا فإن من يدافع عن إيران وحزب الله والنظام السوري فإنه مرتكب لجرائم أمن دولة خارجية وخيانة عظمى لدولته الكويت، التي لها موقف في الاتجاه الآخر، وصار أمثال هؤلاء وبحق لا يستحقون شرف المواطنة.