البيان الأخير، الذي اصدرته الحركة الدستورية، او الاخوان المسلمين، والمتضمن التحذير الجدي والحازم من الخطر الايراني، الذي تدعي الحركة انها حذرت منه سابقا، والذي تأكد، حسب بيان الحركة، باكتشاف «خلية العبدلي». لا شك بيان في وقته وضمن اسبابه ومبررات اصداره. خصوصا ان الاشارات او التهديدات الايرانية ما زالت تتوالى بشكل يؤكد ظنون الحركة الدستورية، ويدعم شكوك كل من لا يرى خيرا في النوايا الايرانية.
هذا صحيح.. في المقابل، هل نحن ابرياء؟ وهل نحن مسالمون؟ وهل نحن شعوب تؤمن بان من حق الشعوب الاخرى، وعلى رأسها الشعب الايراني، ان تكون له معتقداته وممتلكاته وسياساته، وان تعارضت مع عقائدنا وسياساتنا؟!
بشكل مباشر اكثر، الا يحق لـ«الحركة الايرانية الاسلامية» على الجانب الآخر، ان وجدت، وهي لا شك موجودة بشكل او بآخر، الا يحق لها ان تشك في نوايا من ينعت الايرانيين بالفرس والمجوس والصفويين، ناهيك عن «الرافضة»؟ ألسنا هنا نرسل ذات الاشارات غير الودية ونطلق نفس التهديدات التي تأتينا من الجانب الآخر، وربما بشكل اكثر وضوحا وعدوانية، ام انه يحق لـ«العرب» او بالاحرى اهل الفرقة الناجية، التي تدعي الحركة الانتماء اليها، ما لا يحق لغيرهم؟
الايرانيون مثلنا، عندنا وعندهم «خير». يتوجسون شرا من سياساتنا المعلنة، ويشككون في نوايانا وما نعتقد به، مما يهدد وجودهم ويقلق راحتهم ايضا. لهم الحق تماما مثل ما لنا الحق في التوجس والخوف. وبيان الحركة الدستورية الاسلامية الاخير هو احد اسباب ودواعي التوجس الايراني.
ليس هناك فرق كبير من مسيسي الاسلام في الكويت وبين مسيسي الاسلام في ايران. الاثنان يشكلان ذات الخطورة. وان كان الايرانيون كما الزعم في بيان الحركة يتدخلون في سوريا والعراق واليمن، فنحن قبلهم من «حرر» افغانستان والبوسنة والشيشان. ومسلمو الكويت، وليس أحدا غيرهم، من جهز «الغزاة» لتحرير سوريا. لكن يبدو، والله العالم، انه يحق لاتباع الحركة الاسلامية ما لا يحق لغيرهم. والمؤمنون من اتباع الفرقة الناجية وحدهم من يملك تقرير مصير الآخرين وفرض رؤاه الخاصة عليهم، في حين ليس من حق هؤلاء حتى الدفاع عن النفس.