في موقف دبلوماسي قل نظيره قام صاحب السمو امير البلاد بموقف إعتبر ذو دلالات عديدة، فقد توجه من منصة دولة الكويت في قاعة اجتماع الأمم المتحدة وتوجه الى منصة جمهورية ايران الاسلامية ليصافح الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني .
هذا الموقف الذي تابعه المراقبون ، يحمل في طياته عدة رسائل بعث بها سمو الامير للداخل الكويتي وللخارج ، خصوصاً في هذا الوقت بالذات حيث ينشغل العالم بعدة ملفاتٍ كبرى و في ظل الهجمة التي يشنها البعض على جمهورية ايران الإسلامية .
وقد تلقف المتابعون هذا الموقف وفسروه بالتالي :
– رسائل قدمها سموه للخارج :
وهي انه وفي ظل هذه الهجمة الممنهجة على الجمهورية الاسلامية ومحورها ، ستضل سياسة دولة الكويت الخارجية متزنة ولن تنجر لمحور دون اخر ولن تكون تبع لأحد ، وستظل تتعاطى بكل موضوعية في كل قضية، كما ستظل على مسافة واحدة ومتساوية مع كل الدول حفاظاً على علاقاتها و موقعا المميز .
و اخرى ان الكويت بأميرها و حكومتها وشعبها يتعاطون مع ايران كدولة جارة ومحورية مهمة لا يمكن تجاوزها في اي ملف وسيكون لها دور اكبر في المستقبل خصوصاً بعد الاتفاق النووي الذي تم توقيعه أخيراً بين ايران ودول ال ( ٥+١ ).
– ورسائل وجهها سموه للداخل :
ومنها انه مهما حاول البعض تشويه صورة ايران واتهامها في كل شاردة وواردة ، الا ان سياسة الدولة وموقف سمو الأمير لن يتغير اتجاهها ولن ينجر لما يريده البعض من خلق عدو وهمي خصوصاً مع التهويل الاعلامي الكبير الذي صاحب ما يسمى اعلاميا بقضية (خلية العبدلي) وهي القضية التي لا زالت بيد القضاء .
واخرى ان علاقة الكويت ببقية الدول لا تسير وفقاً لهوى البعض من ابناء الشعب ، بل تحكمها أطر و قوانين و علاقات دبلوماسية ، ومهما كان الضغط من قبل تيارات واشخاص لتغيير هذه العلاقة مع اي دولة كانت ، فلن يخضع هذا الأمر للمزاجات و الاهواء الخاصة .
فختاماً اقول ؛ حفظ الله الكويت دولة قوية مستقله في سياساتها تراعي حسن الجوار و الاخوة الاسلامية وتنبذ الفتن والحروب وتقف على مسافة واحدة من الجميع