عودة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الى عدن، التي أعلنها قبل خروجه عاصمة مؤقتة بدلا من صنعاء، إثر احتلال الانقلابيين الحوثيين وصالح لها، كانت إعلانا سياسيا وقانونيا وعسكريا ذكيا، لم يتح لهؤلاء الانقلابيين إتمام مؤامرتهم، التي كانت ستكرر السيناريو السوري بإرسال قوات إيرانية، وتهجير أهل اليمن، لتدعي شرعية مصطنعة و«أغلبية مكذوبة»، فكان ذلك الإعلان للعاصمة البديلة واتخاذها مقرا كالصاعقة على المتآمرين، مما دفعهم لمحاولة اقتحامها وقتل الرئيس اليمني، لكن خيب الله مساعيهم، التي باءت بالفشل، وقد جاء خروج الرئيس اليمني حفاظا على الشرعية انتصارا كبيرا وهزيمة للحوثيين وصالح.
والآن بعد عودة الرئيس اليمني، يوم الثلاثاء 22 ــ 9 ــ 2015 لعدن، بعد أن عادت قبله ببضعة أيام الحكومة اليمنية، صار وضع الشرعية اليمنية متينا، بل وهاجسا يقض مضاجع المتآمرين، لأن ساعة زوالهم قد اقتربت على يد الجيش اليمني الشرعي، ودعم التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، مع تطهير عدن وما حولها منهم ومن فلولهم، والتوجه الى تحرير صنعاء من احتلالهم الانقلابي.
وقد سقطت ورقة التوت التي يتستر بها هؤلاء الإنقلابيون من ادعاء للشرعية، وهم مغتصبون للسلطة، لتسقط معها أوراق توت أخرى كانت تتستر بها إيران في مسعاها للهيمنة على المنطقة بمنهجية توسعية، وتلك التي التحف بها بعض السياسيين والكتاب العرب والكويتيين، ممن كان يدافع وينافح عن الحوثيين في اليمن، متذرعا بأنهم يمثلون الشرعية، رغم علمهم ببطلان وزيف ذلك، إلا اللهم من تحيزهم الفكري والطائفي، الذي يكشف سلوكا خطيرا من فئة تنتمي الى دول إقليمية عربية أو خليجية، وهي تدين بولائها لإيران على حساب ولائها الوطني، وكما يقول في الدارج العربي «رب ضارة نافعة»، حتى لا نعيش بسذاجة غير مقبولة بعد اليوم أمام مقاصد ومسلك إيران، وأولئك ممن يدورون بفلكها ويناصرونها، وأولهم الحوثيون.
***
عيد الأضحى مناسبة عظيمة، أكرمنا الله بها وبأيام العشر الأول من ذي الحجة، وهي من أعظم أيام الله، نسأل الله أن يتقبل منا أعمالنا، وأن يفتح لنا أبواب رحمته ومغفرته وشفائه، وأن نستحضر عظمة أمة تتوحد في يوم كهذا، ليكون ذلك سببا ليقيننا بفجر قادم لا محالة يعيد لنا عزتنا ووحدتنا، وألا ننسى المشردين والمظلومين السوريين وغيرهم لنسهم في مواساتهم.