ومع ذلك، لم يفكر أحد من بعض أبناء القبائل في تكديس الأسلحة خدمةً للأجنبي، بانتظار ساعة الصفر. وهنا لن أتحدث عن المملكة العربية السعودية، التي يلمّح إليها هؤلاء المتعاطفون مع الخلية المضبوطة، باعتبارها المنبت العرقي لغالبية أبناء القبائل، ولن أسأل: هل فكرت السعودية يوماً في شق عصا الشعب طائفياً، لتعبيد الطريق أمامها، أم على العكس كانت عوناً لنا وملاذاً بعد الله؟
لن أتحدث عن ذلك، ولا عن موقف السعودية من الكويت في محنها الكبرى، ولن أذكر أنها لم ترسل شبكة تجسسية إلى الكويت، ولم تعيّن جواسيس، في سفارتها بالكويت، بدرجة دبلوماسيين، وما شابه. لن أتحدث عن ذلك، بل سأتحدث عن موقف أبناء القبائل وبناتها، بشكل عام، تجاه من يفكر من أبناء القبائل في تكديس الأسلحة وخيانة الوطن، مجرد تفكير، حتى قبل أن يخطو خطوة واحدة في هذا الطريق.
أجزم أنكم، أيها المبررون لخلية “حزب الله” في الكويت، تعلمون أن أسر المتهمين لو كانوا من بعض القبائل، لكانت تبرأت منهم في اللحظة الأولى، وتسابق أقرباؤهم على المنابر لتقريعهم، وهاجموهم بطريقة لا لبس فيها ولا غبار عليها، ولن يقبلوا منهم أي كلمة، وسيحشون بالتراب فم كل من يبرر خيانته بالمظلومية الواقعة عليه. وبالطبع، من الجهة الأخرى، سيتسابق الساسة الطائفيون المتحالفون مع السلطة إلى كيل الاتهامات، واستغلال الموقف لمزيد من المكاسب والمناصب والأرباح، والمطالبة بسحب جنسيات بعض أبناء القبائل، وتجريدهم من أملاكهم، وهلمّ جرا…
صدقاً، لا أعرف كيف امتلك البعض الجرأة ليدافع عن خلية مسلحة تمتلك كل هذه الأطنان والأنواع من الأسلحة والذخائر، بل زاد فوق الجرأة وقاحة، وراح هو، بطريقةٍ بروباغاندية، يتهم شركاءه في الوطن بالطائفية والخيانة، مستغلاً سيطرته على وسائل الإعلام والتواصل… من أين لهم كل هذه الجرأة الوقحة، إن لم يستندوا بظهورهم إلى دعم خارجي؟
حدثونا بصدق كما نحدثكم، أيها المتعاطفون مع الخلية المسلحة، وقولوا لنا بوضوح وعلانية: هل تتوقعون ممن يدعمكم احترامكم، مثلاً، وتكريمكم، ورفع شأنكم، أم ماذا بالضبط؟ أمركم محير بالفعل، ومخزٍ، بدرجة لا تستطيع وقاحتكم الإعلامية إخفاءه.