مات الأجداد وأحنى الزمن ظهور الآباء بعد أن أصبحوا كهولا والأبناء أضحوا أرباب أسر في الأربعينيات من عمرهم وأحفاد الأحفاد أضحوا شبابا، وما زال أهل فلسطين يسمعون الخطب تلو الخطب عن النصر العربي القادم والجيوش العربية الجرارة التي سترمي اليهود في البحر.. طال انتظار أهل القدس لتلك الجيوش ولم تأت تلك الجيوش والتي انشغلت إما بالقتال بينها من باب «الأقربون أولى بالمعروف» أو بالتصدي لثوار ثاروا على نظام أتى عن طريق الثورة. ذهبت فلسطين ولحقها لبنان ثم العراق ثم سورية وليبيا واليمن وما زال العرب يطالبون أهل الأقصى بالصبر وانتظار النصرة منهم، طال الانتظار والمحتل الصهيوني عرف منذ زمن بعيد بأنه في أمن وطمأنينة من 300 مليون من الأشاوس العرب الذين يحيطون به.
والآن وفي زمننا الحالي هناك كيان فلسطيني شبه مستقل ولديه الكثير من الأسباب للتحول إلى دولة قوية وقادرة على دعم الشعب الفلسطيني بالداخل وزيادة صموده أمام الجبروت الصهيوني.
لكنه كيان محاصر ومقاطع من الـ 300 مليون عربي والمليار مسلم الذين يحيطون به، وهذه المقاطعة هي إرادية وليست إجبارية بحجة عدم التعامل مع إسرائيل أو الاعتراف بها.
هذه النقطة من الممكن تجاوزها بربط آلية الدخول والذهاب إلى الأقصى بإذن من السلطة الفلسطينية كما تفعل جماعة «ناطوري كاربا» اليهودية والمناهضة للصهيونية فهي لا تعترف بإسرائيل بل تتقدم بالإذن من محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية للذهاب إلى الأقصى والصلاة فيه.
تصوروا مئات الألوف من العرب والمسلمين يدخلون المسجد الأقصى للصلاة فيه والتجول داخل القدس.
لا يجب أن يترك المسجد الأقصى وحيدا يزوره اليهود من كل أنحاء العالم ويحرم منه مليار مسلم، زيارة المسجد الأقصى، زيارة القدس فيها دعم اقتصادي ومعنوي لأهل فلسطين الذين يواجهون الصهاينة وحدهم، فزيادة عدد المصلين في المسجد الأقصى وانتشارهم من كل دول العالم هو حماية للمسجد وإبراز لمكانته وقدسيته عند أكثر من مليار مسلم.
والذين ينتهون من الصلاة في المسجد الأقصى سينتشرون في الشوارع والأسواق الفلسطينية فيدعمون إخواننا وأهلنا المرابطين هناك بصورة عوضا عن صناديق التبرعات التي جمعت المليارات تلو المليارات ولم نري لها تأثيرا على واقع أهل فلسطين.
الوضع الحالي هو يسعد إسرائيل فهي منفردة بالقدس وأهل القدس لكن هذا الوضع سيتغير لو عزم العرب والمسلمين على وقف هذه المقاطعة غير المفيدة لأولى القبلتين فالأقصى هو أقصانا والقدس هي قدسنا.. آن الأوان ان نزورهم وأن ندعمهم.
آخر مقالات الكاتب:
- الإستجواب الغير مستحق
- أمنية من أهالي «عبدالله المبارك» لعناية وزير الأوقاف
- لا والله إلا شدو البدو يا حسين
- درس كبير في السياسة من صاحب السمو
- 2017 قررت أن أكون سعيداً
- بديت أشك في الوسادة
- توظف 8000 كويتي وتربح سنويا 200 مليون..لماذا تخصخصها وتفككها؟!
- مرحبا بملك السعودية التي هي سندنا يوم غيرنا مالقي له سند.
- إخضاع عمليات السمنة في «الخاص» لرقابة أقوى
- انتهت انتخاباتكم تعالوا نرجع وطناً