تتمة للمقالة السابقة التي توقفت فيها عند السؤال التالي: “إن وافقناكم على أن للمظلوم الحق بالانتقام (رغم رفضنا لهذا المبدأ عندما يتعلق بالأوطان) فهل ما تعرض له بعض أبناء الشيعة من الخلية المضبوطة في الفترة الأخيرة يفوق ما تعرض له بعض أبناء القبائل؟ وهل يمكن لنا أن نبرر لمن يفعل فعل خلية حزب الله، لو كان من بعض أبناء القبائل؟”، وتعالوا لأذكّركم بأن كثيراً من المعارضين الحضر، من غير المحسوبين على أبناء القبائل، تحدثوا عن الظلم الذي مسّ ومايزال يمس بعض أبناء القبائل المحسوبين على المعارضة، في الوقت الذي يرى فيه الأعمى تحالفاً يربط بعض أبناء الشيعة بالسلطة، وهو تحالف مصلحي بحت، إن تحدثنا بلا أقنعة، في حين كان السواد الأعظم من المعارضة السياسية السلمية ينتمي إلى القبائل، رغم الأثمان الباهظة التي تتحملها المعارضة.
ثم تذكروا، قبل الإجابة أيضاً، أن أحداً منكم – والحديث هنا للمتعاطفين مع أعضاء الخلية والمبررين لهم فعلتهم – لم تُسحب جنسيته من دون محاكمة. ولن أجتر حكاية ياسر الحبيب، الذي استيقظنا من نومنا، واكتشفنا أننا مع قرار سحب جنسيته، كما يتهمنا البعض الآن، ولا أدري من أين عرف هؤلاء موقفنا من جنسية ياسر، في وقت لم تكن توجد فيه وسائل التعبير متاحة للمواطنين كما هو الحال الآن. هذا إذا لم نتطرق لمطالباته بضم الكويت إلى الساحل الشيعي، ومسحها من الوجود، وما شابه. لكننا لم نؤيد سحب جنسيته، ولا جنسية غيره، بل طالبنا بالابتعاد عن هذه الأداة (أداة سحب الجنسية) والتعامل مع الاتهامات بحسب قانون الجزاء. وفي هذا يطول الحديث، ويجرنا للتطرق إلى سليمان بوغيث، الذي لم يُذكر اسمه، فيتشعب الموضوع ويعيدنا إلى السنوات السابقة، بكل ما فيها من تفجيرات، واغتيالات، واختطاف طائرات، وترويع شعب مسالم بريء.
لكنها المرة الأولى التي تُسحب فيها جنسيات أسر كاملة، بسبب الموقف السياسي السلمي لأحد أبنائها، ويتم تشريد النساء والأطفال والكبار والصغار، على طريقة الإبادة الجماعية، ويُنفى أحد المعارضين، ويُرمى به على الحدود، ويُبعد عن أطفاله وأسرته… كل هذا حدث على وقع تطبيل المتعاطفين مع خلية حزب الله وتهليلهم، وتشجيعهم للسلطة، وثنائهم على فعلتها، بل ومطالبتهم باستكمال الإبادة، وسحب جنسيات بقية المعارضين من بعض أبناء القبائل!