ميركل.. ميركل.. ميركل، الكل يردد و«يشرق» باسمها.. وحينما أقول الكل، فأنا أقصد العرب، الذين تفاعلوا مع الحملات الترحيبية باللاجئين السوريين، التي أطلقتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الأمر الذي «كسر قلب» وهز مشاعر الكويتي والمصري والعربي، فتجده قاسياً وشاتماً لحكوماته، ومصفقاً لحكومات ميركل وجاراتها.
لست هنا لأبرر لحكوماتنا، لكن أن تأتي بمن صفعك، وتقبل يده، فهنا يجب أن أقول لحظة من فضلك.. هذا خطأ!
فألمانيا التي شاركت، إما بمخابراتها وترساناتها العسكرية في بقاع أمتنا، بحجة مكافحة الإرهاب، نجحت في صناعة ما يسمى «اللاجئ المسلم».. فعلى سبيل المثال، شاركت ألمانيا، بقواتها الخاصة، للقتال في أفغانستان بعتاد عسكري جعلها ثالث أكبر قوة أجنبية، بعد أميركا وبريطانيا، هذه الحرب التي دمَّرت المجتمع الأفغاني، خلفت أكثر من مليوني لاجئ، هربوا من جحيم الحرب الأميركية على أرضهم.
كذلك، كان لألمانيا دور سري بارز في حرب العراق، الذي كشف أخيرا، بأنها شاركت بمخابراتها بشكل فعَّال، من خلال تقديم الدعم المباشر للجيش الأميركي في تحديد الأهداف التي يجب قصفها، وحرب العراق.. وقد كلف ذلك بحد ذاته نزوح مليون ونصف المليون لاجئ، ويعلم الله كم قد بلغ عددهم لحظة قراءتك هذا المقال يا عزيزي!
وغيرهما من الغزوات، فلم تخلف العدل والاستقرار، كما زعموا، بل خلفت مصيبة حصيلتها: إما أموات تحت أرضهم، وإما مَن ماتوا في مهجرهم، وهم فوق الأرض أحياء!
وغيرها من المجازر والمصائب التي شارك فيها الغرب، لتأتي شقراء برلين وتتمشى إلى جانب جنازة «اللاجئ السوري» و«تعيّط»، ويأتي وزير ظريف آخر و«يستهبل» على طريقة «البروباغندا» الرخيصة، معلناً فتح باب بيته للاجئين السوريين.
هؤلاء، الذين شاركوا في قطع أوصال أمتنا، هم مَن يُقال عنهم اليوم: يقتلون القتيل ويمشون في جنازته!
***
سيفر بلوتسكر نشر مقالاً في «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، طرح فيه هذا التساؤل: ماذا سيحصل إذا ما وصل عشرات آلاف اللاجئين من سوريا والعراق، ليطلبوا اللجوء لإسرائيل؟
واعتبر الكاتب أن هذا التساؤل، ما هو إلا كابوس يخشى وقوعه، مضيفاً أن الإسرائيليين يشمتون اليوم بالأوروبيين، بعد كرة اللاجئين التي تدحرجت نحوهم، داعياً شعبه إلى عدم التشمت بالأوروبيين، والاستعداد لإمكانية وصول طوابير اللاجئين إلى إسرائيل.
يتحدث هذا الكاتب وأشباهه، وقد نسي أن الأرض الفلسطينية التي يعيش عليها جاء إليها جده لاجئاً خائباً، وبكل خسة مستوطناً، ومقابل «حقيقة» الكارثة التي دفعت السوري إلى اللجوء، لجأ الإسرائيلي إلى «كذبة» كارثة الهولوكوست، التي انطلق منها إلى ديار ليست دياره.
لنتخيَّل اللاجئ السوري واقفاً وأمامه باب إسرائيل، ومن خلفه جندي بشار، ووسط قلبه بؤس «حقيقي»، في اعتقادي، وإجابة عن تساؤل الكاتب، سيكتفي بالبصق على بابكم، ويسلم أمره لله، ليواجه مصيره مع جندي بشار.
آخر مقالات الكاتب:
- داعشي.. «جاي» أفجر وأمشي!
- رداً على «المُعتذر»: حول الجهاد.. وذات «غيفارا» المصونة!
- انتفاضة «السكاكين».. والصهاينة «المساكين»!
- يندرباييف.. خطاب.. دوداييف.. الذين صفعوا الدب الروسي!
- جروح «الوسط».. جموح «المستقلة».. وطلوع روح «الائتلافية»!!
- لاجئ سوري.. على باب إسرائيل!
- #الله_يرحم_أبرهة
- الخائن “ابن العلقمي” .. وأحفاده فئران “العبدلي”!
- حصاد السوالف مع «رياض».. حول «العناد» في الاتحاد!
- وعدوه بالتثمين.. فاشترى «خ ي ط ا ن» وانتَحَر!