ماذا يحدث في وطني في فترة عصيبة وهو بأمسّ الحاجة إلى أبنائه؟!
هذا السؤال يطرح نفسه على ذهني بقوة خاصة وأنا أتابع الفوضى الفكرية المبنية على تشجيع أعمى لطرف متعصب وبغض أعمى لطرف آخر كلها جاءت نتيجة انتماءات طائفية وعرقية مما جعلت هؤلاء المتهورين يركنون الوطن على جنب بلا مبالاة بسبب خطاب الكراهية الذي بانت قرونه الشريرة في الآونة الأخيرة والذي ترعرع منذ سنوات تحت مرأى الجميع وكان الصمت الحكومي المريب سيد الموقف المخجل تجاه تلك التجاوزات الخطيرة.
الظروف الراهنة والحالة الطائفية التي تمر بها المنطقة لا شك أنها سيئة وكارثية ولكن من محاسنها غير المحببة للأسف انها كشفت الخلل الحقيقي والحالة المعقدة في مجتمعاتنا التي كشفت حقيقة البعض خاصة أصحاب الوجهين من الذين يسعون إلى إقصاء فئة لمجرد كراهية وأحقاد طائفية، وهذا اصبح مكشوفا لاسيما في المواقف التي تحتكمها قضايا تتعلق بفئة معينة دون أخرى، وللأسف ما لاحظته أن هؤلاء المرضى بالطائفية من كلا الجبهتين جميعهم يتشابهون في ضعف ولائهم للوطن، والأخطر منهم هو من يعتبرونه رمزا ومن يملك او يتبعه كثيرون نتيجة عواطف وتعصبات خطيرة يحملونها في قلوبهم التي تكاد ان تنفجر بأي لحظة نتيجة هذا الاحتقان الطائفي.
واذا راقبنا ساحة تويتر الذي بات يحمل رأيا عاما نتيجة ظروف فرضت حالتها، سنشاهد كارثة وطنية تكمن في أصحاب فتن في الليل والنهار يملؤون ساحة تويتر بتغريدات طائفية تحمل نفسا فتنويا وكأن الأمر مدبر لتحطيم الجبهة الداخلية، وهؤلاء ما زالوا خطرا على أمن واستقرار الوطن ما دامت الجهات الأمنية تركتهم يسرحون ويمرحون بأفكار فتنوية دون ادنى تحذير ولا حزم معهم منذ بداية تحركهم، للاسف تشويه اللوحة الوطنية باتت ترسم بريشة طائفية قذرة، ووسيلة الانتقام بدأت تتجاوز أفرادا وأصبحت تمس فئات في المجتمع دون ادنى رادع لمن يضرب الوحدة الوطنية بشكل علني وصريح، وكأن الأمر غير مهم وليس من الأولوية ضبط هؤلاء ذيول الشيطان.
المنطقة والبلد تحديدا يمر بظروف استثنائية دبرها شياطين من الخارج والداخل لضرب امن واستقرار الكويت، ولكن حكمة صاحب السمو كانت لهم بالمرصاد وأفشلت مخططاتهم القذرة، وأهم مخطط اصبح واضحا لهم هو ضرب الوحدة الوطنية وهز كيان الجبهة الداخلية من خلال مأجورين حتى يسهل تسلقهم وتتحقق مآربهم الخبيثة.
نكرر هذا القول.. يا أبناء الكويت وطنكم بأمسّ الحاجة لكم، فاحذروا بلع الطعم لمخطط خبيث يحاك بدقة لضرب وحدتنا، بتوحدكم خلف راية سمو الأمير سيكون الوطن في مأمن، أما اذا سرتم وراء الخبثاء من أصحاب الفتن فتأكدوا ان الكل سيخسر وستكون العواقب وخيمة.