يحذرنا البعض من الوقوع في بعض الأمور وتجد أنهم أول من يقع فيها، ومنها الطمع، فتجد من ينصحك بعدم تمكنه منك هو من يطمع فيك حتى لو كنت لا تملك إلا قوت يومك، وخير دليل على هذا الأمر هو بعض المضاربين الكبار في سوق الأسهم والذين يبحثون عن صغار المستثمرين ليلتهموا ما جمعوه لدخول السوق. وهناك من يحذرك من أن الغرور مقبرة النجاح ولكنه حين يحدثك فإنك تحس أنه طاووس زمانه ويحسسك بأنك لا تفهم شيئا في هذه الدنيا.
كل التحذيرات قد نأخذ بها وقد نتجاهلها وسنعرف مع مرور الأيام إن كانوا صادقين أو كاذبين، ولكن هناك أمرا واحدا أظن أنه من الصعب أن نكتشفه وهو الحسد، فالحاسد لن تعرفه نهائيا، فهو يأتيك على هيئة مبغض أو محب وحاله حال الشيطان الذي قد يتقمص هيئة أي مخلوق.
ولكن المصيبة الكبرى ان كان هذا الحاسد أغنى منك أو أفضل منك وظيفيا أو صاحب شأن اجتماعي مهم، فما نعرفه أن الأقل شأنا هم من يحسدون الأهم وليس العكس، وحتما أنه لا يوجد شخص منكم إلا وقد واجه شخصا يحمل تلك الصفات، أتمنى أن يفهم البعض مقالي فقد ابتلينا بهم خصوصا أنهم يتهمون من هم أصغر منهم بحسدهم ولكن الأحداث والتجارب المتكررة أثبتت أنهم هم من يحسدون الناس على كل شيء حتى حب الناس لهم.
أدام الله الناصحين الحقيقيين للبشر ولا دام من ينصحهم وهو يريد مضرتهم.