كان الشعب السوري الشقيق يعيش في أمن واستقرار ولديه تقدم وبعض التنمية، إلى أن أرسل الغرب مؤامرة الربيع العربي والتي أطلق شرارتها جماعة الإخوان المسلمين فرع سورية بدعم، لا محدود من الغرب بقيادة أميركا، وبشعارات الحرية والكرامة و«الموت ولا المذلة» وما شابه من شعارات ألهبت مشاعر السوريين فاندفع معظم الشعب خلفها فأوصلوتهم لما هم فيه، وخسروا الأمن والاستقرار ولم يدركوا الحرية والكرامة بل خسروا كل معاني الحرية والكرامة وقبلها ما هو أهم الا وهو الأمن والسلام، والدليل على هذا ان اكثر من نصف الشعب السوري المظلوم صار، اما لاجئين في وطنهم أو في جواره أو الذين انطلقوا في قوافل الموت في البحر الأبيض المتوسط أو البر عبر البلقان.. وحسبنا الله ونعم الوكيل فيمن اشعل الفتنة ومن دعمها.
المهم أن العالم وخصوصا الغربي أخذ يطلق صرخات الاستغاثة لمواجهة هذه القوافل، وبدلا من أن يصلحوا ما أفسدوه ويوقفوا مؤامراتهم ودعمهم للإخوان والدواعش والنصرة وبقية القائمة وجدناهم يطالبون العرب وخصوصا دول الخليج بتحمل مسؤولياتها للمساعدة اللاجئين! بالرغم من أن العرب والخليج قاموا بالواجب وأكثر فالأردن ولبنان يستضيفون اكثر من ثلاثة ملايين إنسان ما بين لاجئ مسجل وغير مسجل، ناهيك عن مئات الآلاف أو الملايين الذين يقيمون في الدول العربية وخصوصا الخليج.. كما ان دول الخليج العربي صرفت المليارات لإعانة اللاجئين في مخيمات تركيا.. ولكن ما ان طرق اللاجئين أبواب أوروبا الغربية أحسوا بأن هناك مشكلة يئن تحت وطئتها الشعب السوري المظلوم بسبب مؤامراتهم وربيعهم.. ولكن العجيب هو فذلكة السيدة ميركل التي قالت: سيذكر التاريخ ان المسلمين تركوا ارض المسلمين وجاءوا للغرب الكافر ينشدون العدالة.
لا يا سيدة ميركل لو تركتموهم بحالهم لما جاءوا إليكم، فهم لم يأتوا ينشدون العدالة وإنما ينشدون الأمن والمستقبل الذي دمرتموه في بلادهم بسبب تآمركم عليهم، ومع ذلك فألمانيا التي تحتاج للعمالة في المستقبل بسبب ضعف شديد في النمو السكاني لم توافق إلا على استقبال ما بين 30 إلى 40 ألفا فقط ومع ذلك رأينا هذه الاستعراضات بالإنسانية التي لطالما عذبوها بربيعهم الخبيث!
أما أميركا اوباما التي منذ نشوب الأزمة في سورية لم تستقبل إلا 1500 لاجئ وأعلنت بعد احتدام الأزمة أنها ستزيدهم 300 ألف في المستقبل! وتطالبنا نحن ضحايا مؤامراتها بتحمل المسؤولية! بالرغم من ان عدد سكان اميركا اكثر من 300 مليون نسمة فلن تستقبل إلا 1800 لاجئ فقط!
والمؤسف ان الكثيرون عندنا بدأوا يتجاوبون مع هذه المطالبات الغربية الخبيثة فرأينا مطالبات من بعض اعضاء مجلس الأمة والبلدي بدعوة اللاجئين السوريين! وكأن الكويت خالية من الاخوة السوريين، فالكويت ومنذ زمن تستقبل السوريين بتأشيرة زيارة وتمدد الى اجل غير مسمى وهناك قرارات بعدم ابعاد السوريين، والكويت نظمت ثلاثة مؤتمرات دولية للمانحين لجمع المال لمساعدة الاخوة السوريين، كما ان الكويت اكبر المانحين لهم على مستوى العالم بما فيه المتقدم، وستستمر الكويت بإذن القادر سبحانه في تقديم المساعدة للإخوة السورين وبسخاء إن شاء الله، وعند هذا الحد وكفى، أما الدعوة لفتح الكويت للاجئين فهذا باب لن يأتينا منه خير فاتقوا الله بالكويت واللاجئين.. فالكويت لم تكن سببا في هذه الأزمة وقدمت ما يكفي للمساعدة.. واللاجئين مشكلتهم هي الحرب التي تسببت فيها مؤامرات الغرب واليوم هم يراجعون مواقفهم بسبب قوافل اللاجئين التي تقرع أبواب الغرب بما يشكل أزمة أوروبية كبرى عل وعسى ان يقوموا بحل مشكلة سورية وطنا وشعبا من جذورها كما صنعوها.. فهل من مدكر؟
آخر مقالات الكاتب:
- قوافل اللاجئين صنيعة الغرب وعليه حلها
- روسيا ستنجز ما عجزت عنه أميركا..
- غداً ذكرى عزيزة للكويت وأهلها..
- بعد التجميد.. الحكومة تصفي الأوفست؟!
- روسيا.. الذهاب إليها متأخراً خير أيضاً
- «حماس» شرطي إسرائيل في غزة
- العبادي بدعم الشعب سيسحق الفساد
- سلمت عين الأمن الساهرة
- فزعة العراقيين على الفساد والفاسدين..
- إجرام الطالح علي عبدالله صالح