تعلم الكتابة لا يقل أهمية عن تعلم القراءة ، فهي أصل لها ، حيث أن كل ما يقرأ مكتوب ، و من خلال الكتابة يمكن للفرد نقل آراءه و أفكاره و نتائج ما توصل إليه ، و توثيق تجاربه ليستفيد منها الآخرين ، فالكتابة ليست مجرد رسم أشكال الحروف ، إنما هي نوع من الإبداع الإنساني ، يراعى فيها أسس و ضوابط من ربط الجمل ربطاً صحيحاً ، الكتابة بشكل صحيح ، استخدام مفردات يمكن لجميع القراء فهمها ، مراعاة جوانب اللغة من حيث إعراب الكلمة و السلامة اللغوية.
لتتم عملية الكتابة نحن بحاجة لسلامة حاستي السمع و البصر و كذلك اليد ، فمن خلال البصر نتعرف على حدود الحروف و الكلمات و صورها ، ثم تبدأ اليد بدورها برسم ما شاهدته العين من صورة رسماً سليماً ، بينما يظهر دور حاسة السمع عندما يطلب منا كتابة كلمة دون وجودها أمام أعيننا ، فتتم كتابة الحروف وفقا لأصواتها المختزنة في الذاكرة السمعية ، و في لغات كثيرة قد تتشابه أصوات بعض الحروف ، مثل ما لدينا باللغة العربية حرفي ( س،ص) و ذلك يتطلب من الكاتب أن يكون لديه وعياً نغمياً دقيقاً لتمييز ذلك الاختلاف بين الأصوات .
تبدو لنا عملية الكتابة سهلة جداً ، و لكنها بالواقع تحتوي على ثلاثة محاور هامة تتكامل مع بعضها لتشكل المهارات النهائية لعملية الكتابة و هي :
١- الكتابة اليدوية.
٢- التهجئة .
٣- التعبير الكتابي .
كما أنها توجد العديد من المهارات اللازمة لعملية الكتابة هي :
أولاً : مهارات الكتابة اليدوية :-
من القدرة على اللمس و مد اليد، و تمييز التشابه بين الأشكال ، و استخدام اليد بكفاءة .
ثانياً : المهارات الكتابية :-
مسك القلم و تحركيه ، القدرة على نسخ الحروف و الأرقام و الكلمات ، و الكتابة بتوصيل الحروف مع بعضها .
ثالثاً : مهارات التهجئة :-
و هي التمييز بين الحروف الهجائية و الكلمات من خلال التشابه و الاختلاف ، نطق الكلمات بشكل واضح ، الربط بين الصوت و الحرف ، و استعمال الكلمات في كتابة الإنشاء استعمالاً صحيحاً من حيث التهجئة .
رابعاً : مهارات التعبير الكتابي :-
كتابة جمل و أشباه جمل و الفقرات كاملة ، معرفة القواعد لتركيب الجمل ، استعمال علامات الترقيم المناسبة .
خامساً : الخط اليدوي :-
يجب أن يكون الخط واضحاً و يمكن قراءته ، ليس من الضروري أن يكون جميلاً ، لكن من الضروري أن يكون مرتبا و الحروف مكتوبة بشكل واضح .
نتوقف إلى هذا الحد ، بعدما ذكرنا الكتابة بشكل عام ، و لنا مقال آخر نتاول به صعوبات الكتابة .