الأحداث تتكرر، بصورة أبشع هذه المرة، وأخطر، وأقبح، وأوقح. وإن كان الناس، في الأيام التي سبقت الغزو، “غافلين”، أو لم يكونوا يتوقعون حدوث الغزو وابتلاع البلد بتلك الصورة، فإنهم اليوم يعيشون في لحظات ترقّب وانتباه أكثر مما ظن البعض. بل لن أبالغ إن قلت إنهم يعلكون الغضب ويمضغونه، بعد أن جاءتهم الطعنة من الظهر هذه المرة، وممن كانوا يظنونهم إخوتهم. وما أشد طعنة أخيك، أو من كنت تظنه أخاك.
ولن أتحدث بلغة السفراء ومديري البنوك، فـ”أهربد” لتبرئة أبناء الشيعة الذين لا علاقة لهم بهؤلاء الخونة، لأنهم ليسوا موضع تهمة من الأساس، باستثناء من يتعاطف مع هؤلاء الخونة، سواء كان من الشيعة أو السنة أو حتى من مشجعي نادي سانتوس البرازيلي.
بل سأتحدث عن المسؤولين في الدولة، ممن لم نسمع لهم تصريحاً، ولا تلميحاً، ولا حتى كحة، ولا “تيست مايك”، كما قال أحد المغردين، عن هذه الخلية العفنة، وأهدافها، ومخاطرها! وكأنها لا تعنيهم، وكأنها في دولة أخرى لا ينتمون إليها، أو قارة أخرى يشاهدونها في الخريطة فقط.
وسأتحدث عن مجلس الوزراء، ووزارة الخارجية تحديداً، والجهات المسؤولة، لأذكّرها بأن المفردات الناعمة، والحديث بخجل وخوف، يربك الكويتيين، ولا يردع الخونة، بل قد يطمئنهم أكثر. ولا أدري ما مبررات كل هذا الخوف، إن كانت تربطنا معاهدات حماية مع الدول الكبرى، صرفنا عليها مئات الملايين من الدولارات.
الشاهد… ما يحدث الآن من تهديد، أشبه بما حدث قبل الغزو العراقي بأيام. وما يحدث الآن من ردة فعل أجهزة الدولة الرسمية، أشبه بما حدث قبل الغزو بأيام، الاختلاف فقط في لون عَلَم الغزاة… المأساة تتكرر يا سادة.