في «تويتر» ينسب للسيد محمد هايف انه قال «نستعيذ بالله من جار السوء، ولا أقصد الشعب الايراني المغلوب على أمره، بل هذا النظام الذي يضمر الشر لنا». رغم اختلافنا مع السيد هايف، فإن كلماته هنا فيها الكثير من المنطق المعقول والمقبول ايضا. ليس بالضرورة ان تكون حقا او صدقا. لكنها تبقى تعبيراً عن هاجس حقيقي ومشروع لدى كثير من المواطنين. وتعبيراً ايضا عن تقدير واحترام للشعب الايراني، وهنا الجديد والمهم في كلمات السيد هايف. فالايرانيون وفقا لهذا التصريح ليسوا مجوسا وليسوا صفويين وليسوا حتى فرسا.. كالعادة. ولكنهم شعب حسب زعم السيد هايف يعاني من ويلات من يحكمه.
الشعب الايراني مثلنا، من خلق الله. معنيون برفاه ابنائهم ورعاية مصالحهم. تماما كما نحن معنيون بمستقبل اجيالنا القادمة وحقوقنا الحالية. وربما هناك على الضفة الاخرى للخليج توجس مثل توجسنا، وخشية ورهبة ممن على الضفة المقابلة. يحق للسيد هايف ان يتوجس شرا من الايرانيين، فما يصدر من تصريحات واشارات تأتي من هناك لا يبشر بالخير. لكن الانصاف يفرض علينا ايضا ان نغفر للايرانيين، وان نتفهم توجسهم و«عدائيتهم»، فعندنا الكثير وربما اكثر مما عندهم.
العالم يتغير، والانسان يرتقي ويرق شعوره. وشعوب العالم تسعى بصدق وصفاء نية للتسامح والتعارف. المؤسف ان عندنا وليس بالتأكيد عند الايرانيين من لا يزال يعيش بوحشية وقسوة الماضي. ومن لا يزال يعتقد انه افضل من الآخرين لانه «عربي». مع ان العرب لا يتميزون بأي شيء عن بقية شعوب الارض، اللهم الا انهم لا يزالون في آخر الصف.
ان الدول تختلف وتتعارض مصالحها، لكن اغلب دول العالم في هذا العصر ينتهي صراعها بالتوافق وبالمصالحة ونبذ الحرب. الدول سياسات واحزاب تحكم اليوم وتخسر السلطة في الغد. بينما الشعوب باقية وثابتة في ودها ومشاعرها ورغباتها الانسانية. في صراعنا واختلاف مصالحنا مع ايران، مطلوب ان نختلف مع الساسة ومع الدولة، دول وساسة يتبدلون وتتبدل وتتنوع مصالحهم.. اما الشعوب فهي باقية، وليس من حقنا، ولا من حق الغير ان يسعى الى تغيير عقائدها واوضاعها او المساس بمصالحها.