الدسلكسيا-٢

ذكرنا في مقال سابق معنى الدسلكسيا التي تعني عسر القراءة ، و هذا نوع من أنواع صعوبات التعلم الأكاديمية ، كما ذكرنا العوامل التي تؤدي إلى تلك الصعوبة و المؤشرات الدالة على وجودها .
سنذكر اليوم أهم الصعوبات القرائية لدى التلاميذ ذوي صعوبات التعلم ، التي صنفها الباحثون إلى ثلاث أنواع ، هي عدم القدرة على تعرف الكلمة ، عدم القدرة على فهم مضمون ما يقرأ ، أو الاثنين معا .

سنتاول في هذا المقال الصعوبات المتعلقة بتعرف الكلمة ، و تظهر في الجوانب التالية :
أولاً: الصعوبات الملحوظة أثناء عملية القراءة :-
١- الحذف :
عند عرض نص على التلميذ يقوم بحذف كلمات من النص ، أو حذف حروف من الكلمة ، و يعود ذلك لعدة أسباب ، منها عدم معرفته للحرف ، أي عدم القدرة على ربط صوت الحرف و شكله ، فلا يستطيع تذكر الصوت .
٢- الإدخال أو الإضافة:
يمكن أن يدخل التلميذ كلمة في الجملة غير موجودة ، كأن يقول ” تشرق الشمس في الصباح الباكر ” و تكون الجملة الأصلية ” تشرق الشمس في الصباح ” فأضافة كلمة الباكر بناءً على مؤشرات التوقع ، حيث يتوقع التلميذ بعد قراءة أول كلمتين من الجملة وجود تلك الكلمة .
٣- الإبدال :
إبدال كلمات موجودة بالجملة بكلمات أخرى ، كأن يقول ” أحمد طفل شاطر ” بدلاً من ” أحمد طفل مجتهد ” ، فهو بذلك لم يتمكن من قراءة كلمة مجتهد و أبدلها بشاطر بناء على مؤشرات السياق ، أي وضع كلمة تناسب سياق الجملة .
٤- القلب المكاني للأحرف أو الكلمات :
الخطأ في ترتيب الحروف ، كأن يقرأ كلمة ” جحر – حجر ” ، و يعود ذلك إلى وجود صعوبة في إدراك العلاقات المكانية .
٥- التكرار :
يستخدم التلميذ أسلوب التكرار عند الوقوف على كلمة لا يعرف قراءة الكلمة التي تليها ، مثلا يقرأ الجملة” أمل فراشة بيضاء ” يقرأها هكذا ” أمل فراشة .. أمل فراشة .. أمل فراشة ” لعدم معرفته قراءة كلمة بيضاء . و ذلك بسبب وجود اضطراب في الذاكرة السمعية أو البصرية ، فلم يتمكن من استدعاء الصوت المناسب للرموز .
٦- القراءة العكسية :
مثل أن يقرأ كلمة ” بحر- رحب ” و ذلك بسبب وجود اضطراب في الإدراك البصري و العلاقات المكانية .
٧- ضعف في التمييز بين بيت الأحرف المتشابهة رسما ، و المختلفة لفظاً :”ج ح خ ” و ” ع غ ” و “ص ض” و هكذا .
٨- ضعف في التمييز بين الحروف المختلفة رسماً و المتشابهة صوتا :
كحروف “ت د ” و “ض ظ ” و ” س ز” و هكذا ، و هذا الضعف لابد أن يؤدي إلى قراءة الكلمات التي تتضمن تلك الأحرف بطريقة غير صحيحة .
٩- القراءة السريعة و غير الصحيحة :
ذلك يؤدي إلى كثرة الأخطاء و حذف بعض الكلمات ، ذلك لرغبتهم بالانتهاء من القراءة بأسرع وقت .
١٠- القراءة البطيئة :
تكون بقراءة كلمة كلمة ، و ذلك نتيجة التركيز على الرموز و محاولة فك شفرتها .
ثانيا : ضعف القراءة الجهرية :
– عدم تناسب المدى البصري مع الصوتي
– عدم مناسبة السرعة مع التوقيت
– التوتر الإنفعالي أثناء القراءة الجهرية .
– الافتقار إلى القدرة على تجزئة المقروء إلى عبارات .
ثالثا : القراءة في اتجاه خاطئ :
– الخلط في ترتيب الكلمات في الجملة من حيث تتابعها .
– تبادل مواضع الكلمات و أماكنها .
– انتقال العين بشكل خاطئ على السطر المقروء .
هذا باختصار ما يتعلق بصعوبة تعرف الكلمة ، و لنا مقال آخر في صعوبة الفهم القرائي إن شاء الله .