منذ اتضحت مواقف أميركا أوباما والغرب تجاه حلفائهم التقليديين في الشرق الأوسط، وانكشف دورهم التآمري على حلفائهم من العرب، بح صوتي هنا بضرورة الذهاب لروسيا وتحقيق توازن في العلاقات بينها وبين الغرب، فروسيا أثبتت وفاء والتزاما بمصالح حلفائها رغم الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها، كما ان روسيا الرئيس فلاديمير بوتين أثبتت أنها رقم صعب لا بد منه ولا يمكن تجاهله في المعادلة الدولية، وهذا ما أثبتته المعارك الديبلوماسية خلال السنوات الأخيرة في مجلس الأمن والمنتديات الدولية، ناهيك عن توجيهها لصفعات قاسية لخصومها الغربيين في حلف الناتو عندما اقتربوا من مناطق نفوذها في أوكرانيا بدءا من ضمها للقرم بصورة قانونية تتوافق مع الشرعية الدولية، بالإضافة لكونها تحكم قبضتها على مفاتيح الحل بالأجزاء المهمة من أوكرانيا وتحديدا في شرق أوكرانيا الصناعي في إقليمي لوغانسك ودونتيسك، وتمكنت من قلب الموقف من ضغط الغرب على روسيا، إلى ضغط روسيا على الغرب من خلال التهديد بترك أوكرانيا منزوعة الموارد المالية والاقتصادية للغرب لتكون عالة عليهم لتعمق جراح الغرب نتيجة الأزمة الاقتصادية.
فلو ذهب العرب لروسيا في ذلك الوقت لحققوا إنجازات كبيرة في كل الملفات ولكن ذهابهم في الأسابيع الفائتة هو أمر جيد، فأن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا، فروسيا عائدة لموقعها كقطب ينافس في هذا العالم الذي تحكم فيه قطب واحد فعاث به فسادا، وخصوصا في الشرق، حيث سالت الدماء انهارا بسبب إطلاقهم للربيع الصهيوني الذي سماه خونة الأمة العربية الربيع العربي!
أقول، لو ذهب العرب قبل سنة أو سنة ونصف وقدموا الدعم الاقتصادي لها بعد أن فرض الغرب عقوباته الاقتصادية عليها لسجلوا مواقف لن تنساها روسيا لهم، أما اليوم فإن إيران تبادلت المواقف الطيبة لدعم روسيا كما دعمتها روسيا.
فاليوم وبعد توقيع الاتفاق النووي ورفع العقوبات عن إيران رأينا قادة الغرب وشركاته يهرولون لإيران لتقاسم كعكة تنمية إيران وملياراتها التي سيفرج عنها قريبا، وهذا الوقت يمثل لروسيا وشركاتها وقت جني ثمار مواقفها الداعمة لإيران، ما يصعب على روسيا تقديم تنازلات أو مرونة في التخلي عن دعمها لإيران، ومع ذلك أقول إن بناء علاقات تحالفية مع روسيا أمر ضروري ويتطلب الصبر والأناة، فالعرب بحاجة ماسة لروسيا والصين كذلك في مجلس الأمن تحسبا لقرارات قد يصدرها الغرب لإتمام مؤامرات الغرب على العرب تنفيذا لمخططات المحفل الماسوني الشيطانية، كقرار مجلس الأمن بحظر السلاح على الحكومة الليبية الشرعية دعما لميليشيات فجر ليبيا بقيادة إخوان ليبيا وقتها واستمراره لغاية الآن هو لدعم داعش!
والخوف كل الخوف من أن تكون هناك قرارات تطبخ على نار هادئة في مجلس الأمن لبعض الدول العربية التي تتصدى للمخطط الماسوني والتي لن يعصمها من هذه القرارات بعد الله إلا فيتو روسي ويفضل أن يعزز بالفيتو الصيني.
لذلك نتطلع كشعوب عربية لتعزيز العلاقات وبناء تحالفات اقتصادية وسياسية وديبلوماسية قوية فعالة مع روسيا بوتين ويحبذ تواصلها مع الصين فالقادم من الأيام في ظل قراءات الحاضر والماضي القريب وما يجري في سورية وليبيا ينبئ بأن مؤامرات الغرب على الأمة العربية مستمرة ومتواصلة ولن تتوقف قريبا.. فهل من مدكر؟
آخر مقالات الكاتب:
- قوافل اللاجئين صنيعة الغرب وعليه حلها
- روسيا ستنجز ما عجزت عنه أميركا..
- غداً ذكرى عزيزة للكويت وأهلها..
- بعد التجميد.. الحكومة تصفي الأوفست؟!
- روسيا.. الذهاب إليها متأخراً خير أيضاً
- «حماس» شرطي إسرائيل في غزة
- العبادي بدعم الشعب سيسحق الفساد
- سلمت عين الأمن الساهرة
- فزعة العراقيين على الفساد والفاسدين..
- إجرام الطالح علي عبدالله صالح