رئيس القسم الاقتصادي في هذا الجورنال، الزميل محمد البغلي، صرخ بالصوت الحياني محذراً، عندما نشر في حسابه في “تويتر” أن “سعر برميل النفط الكويتي بيع أمس الأول بأقل من سعر الأساس”، ومعنى كلامه، لمن يصابون مثلي بدوار البحر عند الحديث عن الاقتصاد، هو أن الحكومة حددت موازنتها العامة بناء على سعر معين لبرميل النفط، الذي هو المصدر الرئيسي والوحيد للدخل، لكن أسواق النفط أظهرت لحكومتنا لسانها، وخربطت حساباتها.
ومع ذلك، يسعدني أن أقول للبغلي، ولمنظمة “أوبك” من خلفه، وللدول المستوردة للنفط، ولنادي غزل المحلة في مصر، ولبائعي العرقسوس، ولكل المهتمين، إننا قوم “ولا بيهمنا… ولا بتفرق معانا”… ارتفع سعر النفط فلم نفرح، وانخفض فلم نغضب، فهو ليس من أقربائنا ولا من أنسابنا… كل الحكاية “سلام من بعيد”، والاستمتاع بمراقبته وهو يعبأ في حاملات النفط، ومنها إلى جيوب حاملي أموال النفط، بل لعل في انخفاض الأسعار فائدة يا عزيزي، وهو أن ينخفض مستوى السرقات بعد أن بلغ أرقاماً أولمبية يصعب كسرها.
الدولة، كما ترى يا زميل، تحولت إلى دولة عشيش، لم تتطور مع ارتفاع النفط، فلمَ نهتم بانخفاض الأسعار وارتفاعها؟ الذين يحق لهم الاهتمام، والغضب عند انخفاض السعر تعرفهم ونعرفهم. وبما أننا لم نزاحمهم على الفرح بارتفاعه، من باب عدم التدخل في ما لا يعنينا، فعلينا ألا نزاحمهم الآن على الحزن لانخفاضه، من الباب عينه.
دورنا الوحيد كشعب، إن كان لنا دور، هو أن نعزّيهم ونشد من أزرهم في محنتهم. آجرهم الله في مصيبتهم وعوضهم خيراً منها. وإن كنا نعلم أنهم لن يعجزوا عن إيجاد مصادر أخرى يشفطونها شفطة واحدة.
مقالات أخرى
آمال: الشعوب التي في منتصف الملعب
آمال : تصريحاتهم أخطر من الأسلحة
آمال: مجلس التعاون الخليجي… أنت طيب؟
آمال : مصر… صبراً فالكويت قادمة
آمال : وبكينا تسع مراتٍ معاً…