هل سبق لك أن سمعت بمصطلح الدسلكسيا؟
إذا كانت الإجابة نعم ، هل لديك فكرة واضحة عن ذلك المصطلح ؟
في هذا المقال سيتم إيضاح مفهوم الدسلكسيا الذي يعني عسر القراءة ، و هو نوع من أنواع صعوبات التعلم الأكاديمية .
مما لا شك فيه أن القراءة حاجة أساسية لكل فرد ، فالكثير من كبار السن الذين لم تكن لديهم فرصة مناسبة للتعليم قديما ، لجؤوا إلى تعليم الكبار لتعلم القراءة و تيسيير أمور حياتهم .
القراءة عبارة عن تحويل الرموز المكتوبة إلى أصوات مسموعة و فهم معناها المراد منها، و لتتم تلك العملية بنجاح لابد من سلامة كل من العين و أدوات النطق و الفهم و الإدراك ، فلا تتم القراءة إلا بشقيها الأساسيين : فك الرموز ، و الفهم القرائي .
ما المقصود بصعوبات القراءة ؟
يقصد بصعوبات القراءة ، عجز جزئي في القدرة على قراءة أو فهم ما يقوم التلميذ بقراءته قراءة صامتة أو جهرية ، و أن يكون هذا العجز مستمرا ، و لا يتناسب مع مستوى القدرة العقلية و الصف الدراسي للتلميذ . (السرطاوي ، و السرطاوي ،)١٩٨٨
هناك عوامل تتداخل مع بعضها و تؤدي إلى الدسلكسيا، منها عوامل جسمية تعزى إلى التركيبات الوظيفية و العضوية و الفسيولوجية التي تشيع لدى الأطفال ذوي صعوبات التعلم ، و تشمل الاضطرابات البصرية و السمعية ، عيوب التحدث ، اضطراب السيطرة الجانبية و السيادة الخية ؛ أي السيطرة المختلطة للنصفين الكرويين ، و الخصائص الوراثية .
من العوامل أيضا التي تؤدي إلى عسر القراءة ، العوامل النفسية ، و تشمل : اضطراب الإدراك السمعي ، اضطراب الإدراك البصري ، اضطرابات لغوية ، اضطراب الانتباه الانتقائي ، اضطراب عمليات الذاكرة ، انخفاض مستوى الذكاء .
آخر العوامل هي العوامل البيئية ، منها طريقة التدريس الفعالة ، شخصية المعلم ، حجم و كثافة الفصل ، تجاهل أخطاء التلاميذ إلى أن تصبح عادة مكتسبة ، الفروق في الاختلافات الثقافية بالآباء و مدى دعمهم للنشاط القرائي الحر لدى الأبناء .
لذا نوجه رسالة إلى العاملين في المدارس مراعاة تلك العوامل البيئية التي توقع تلاميذ عاديين في دائرة المتعثرين دراسيا ، بالرغم من قدرتهم على التعلم بشكل طبيعي ، و حتى نحن كمربين و آباء علينا متابعة أبناءنا و التعامل مع أخطاء القراءة و الكتابة بشكل فوري ، أي استخدام أسلوب التغذية الراجعة .
،المؤشرات الدالة على وجود صعوبات القراءة:
١- تحصيلهم بالقراءة غالبا يكون أقل مما هو متوقع بالنسبة لعمرهم العقلي و الفصل الدراسي .
٢- سلامة حاستي السمع و البصر .
٣- يظهرون صعوبة كبيرة في تذكر نماذج الكلمة كاملة ، و لا يتعلمون بسهولة عن طريق الطريقة البصرية للقراءة .
٤- يظهرون اضطرابات واضحة في تذكر توجه الحروف في محاولاتهم الأولى للقراءة و الكتابة .
٥- يظهرون عادة بعض الأدلة على تأخر الأداء الحركي لجانب واحد غير مكتمل ، و يميلون لاستخدام اليد اليسرى او يكونوا مختلفين في اختباراتهم الحركية ( اليد اليمنى – العين اليسرى(
٦- عادة ما يظهرون عيوباً أو تأخراً في واحدة أو أكثر في جوانب اللغة .
موضوع صعوبات القراءة يطول شرحه و الحديث فيه ، لذا سأقف لهذا الحد في هذا المقال ، و للحديث بقية في المقال القادم بإذن الله .
آخر مقالات الكاتب:
- استغلال العين للتعلم والتفكير
- الأطفال المساء إليهم
- الإعاقات التعلمية لدى الأطفال
- المعلم،، وطالب الصعوبات
- أطفالنا واللعب
- مصنع الذكاء
- اضطرابات الأكل
- ماذا يريد الطفل؟
- إتيكيت التعامل مع ذوي صعوبات التعلم
- استراتيجيات الفهم القرائي
