انخفض معدل نفط خام برنت بأكثر من 20 في المئة منذ شهر مايو الماضي، الذي وصل فيه الى ما دون الـ 55 دولارا، بعد ان كان وصل الى 69 قبل شهرين. ووفق المعطيات الحالية والمستقبلية، فان اسعار النفط مرشحة الى انخفاضات اخرى مستقبلا، والعوامل المساعدة، وأهمها الاتفاق النووي الإيراني، خصوصاً مع انهاء العقوبات الاقتصادية والمالية وشرعنة بيع النفط عالمياً من دون شروط أو اعتراضات. مما سيؤدي إلى منافسات أكثر وأكبر مع اعضاء من داخل منظمة اوبك، خصوصاً من المملكة العربية السعودية والعراق، حيث الكل يريد ان يزيد حصته ونصيبه في الأسواق النفطية وبأفضل الأسعار.
ثم العامل المنافس الآخر الا وهو تسارع نشاط انتاج النفط الصخري مرة اخرى مع صموده مع انخفاض اسعار النفط الى ما دون 60 دولارا، وبدأ منتجو النفط الصخري في زيادة عدد منصات الانتاج والحفر ومع تقنيات متطورة والتفكير في اطالة عمر الحقول النفطية واعادة عملية التصديع المائي للحقول القديمة مرة اخرى، والتي بامكانها اعادة «الحياة» اليها. ومع التقنيات وخفض كلف الانتاج وضغط المصاريف، مما سيشكل ضغطا آخر على اسعار النفط وسط المخزون التجاري الوفير في الأسواق الأميركية بحدود 460 مليون برميل والأعلى منذ بداية هذا العام.
وثم عامل الصين، المستورد الأكبر للنفط في الوقت الحالي، الذي يمر بمرحلة ضعف واداء اقتصادي غير مشجع، مما سيؤدي الى نمو اقتصادي بطيء، وهذا ايضا لن يساعد في نمو الطلب العالمي على النفط. كذلك الأزمة المالية في اليونان وكيفية ادارة ومساعدة اليونان اقتصاديا ومنع مزيد من التدهور في قيمة العملة الأوروبية الرئيسية، مما سيؤدي الى المزيد من الانكماش، وهذا سيؤثر ايضا على ضعف الطلب على النفط في اوروبا والأداء الأوروبي.
ولم يتبق سوى الاقتصاد الأميركي، الذي بدوره يبحث عن شريك تجاري واسواق متماسكة قوية لكي تنمو مع بقية دول العالم.
والعامل المؤثر الآخر في المعطيات الحالية هو تشبع الأسواق النفطية بالنفط حتى قبل وصول النفط الإيراني مع الزيادة المستمرة في انتاج النفط من جميع الدول النفطية. لكن هل ستصل اسعار النفط الى ما دون 55 دولارا وستظل كذلك حتى نهاية العام الحالي؟ هذا هو السؤال القائم.