كان الإنسان طيلة تاريخه كائناً مستقبلياً إن صح التعبير بمعنى أنه كان يحاول دائماً التعرف على نوع الغد الذي سوف يواجهه، وذلك في حدود علمه وتجربته والظروف البيئية التي تحيط به، والوسائل المتاحة له والتي تتفق مع المستوى الفكري الذي أمكن له الوصول إليه.
وعلى الرغم من أن حركة التنوير والاعتقاد في قدرة العلم على السيطرة على كل شيء والإيمان بفكرة التقدم المستمر كوظيفة للتقدم العلمي، كانت دافعاً من بعض الوجوه إلى التفكير في المستقبل على ما يظهر على سبيل المثال في كتاب لوي- سبستيان مرسييه الذي نشر لأول مرة عام 1770 تحت عنوان «العام 2440» فإن الاهتمام العلمي الدقيق بدراسة المستقبل لم يبدأ إلا بعد الحرب العالمية الثانية، وبلغ ذاك الاهتمام ذروته وبخاصة في الجامعات ابتداء من الستينيات. وربما كانت أول دراسة نظرية ذات شأن رفيع ولا تزال ينظر إليها بكثير من التقدير هي الكتاب الذي أصدره المفكر الفرنسي برنار دو جوفينل Bernard de Jouvenel عن (فن التخمين)، وهو عنوان كاشف يعني في آخر الأمر أنه لاتوجد في أى وقت محدد حقائق مستقبلية يمكن رصدها بطريقة موضوعية، وأن ما يطلق عليه اسم علم المستقبل هو (علم) غير دقيق لأنه يعتمد على التنبؤ الذي يدخله كثير من التأمل والتخمين واعتبارات أخرى ذاتية كثيرة تتنافى مع مفهوم العلم.
ولقد تمخض أنتشار كتابات الخيال العلمي عن اهتمام من أصبحوا يعرفون باسم المفكرين المستقبليين بالبحث عن التحديات المستقبلية التي سوف يواجهها الإنسان في العقود والقرون المقبلة، كما عبر عن ذلك بوضوح كتاب هاريسون براون عن The Challenge of Man s Future الذي صدر عام 1954 والذي يعتبر من الأعمال الرائدة والممهدة لقيام الدراسات المستقبلية «على أسس علمية» حسب تعبيره، كما كان مقدمة لظهوركتابات مستقبلية لعدد كبير من الكتاب المستقبليين، من أمثال ألفين توفلر ومارشال ماكلوان وغيرهما من المفكرين والكتّاب والعلماء الذين يؤمنون بأن «المستقبل وصل، وهو مستقبل رقمي».
وقد قامت الدراسات الأكاديمية المستقبلية في أمريكا بالذات منذ الستينيات على أيدي مجموعة من المفكرين والباحثين المستقبليين الجادين، من أمثال هرمان كاهن وأولاف هلمر ودنيس جابور ووندل بل. كذلك شهدت الستينيات وما بعدها نشأة عدد من المؤسسات العلمية التي تهتم بتلك الدراسات مثل جمعية المستقبليات العالمية World Futures Society (1967) والاتحاد العالمى للدراسات المستقبلية World Futures Studies Federation (1973 في باريس) ثم ظهرت المجلة الرائدة المهمة التي تحتل الآن مكانة عالية بين العلماء والدارسين المستقبليين، وهى مجلة Futures (1980)، وهكذا توالت الدوريات الشهرية والفصلية التي أسهمت في ظهور «ثقافة مستقبلية» على نطاق واسع في كثير من أنحاء العالم المتقدم، وبذلك لم يعد الاهتمام مقصوراً على عدد محدود من العلماء والمفكرين، ووجدت طريقها إلى الجامعات، كما أصبحت الكتابات ترتكز على أسس علمية ومنهجية.
وقد طرأت تغيرات جذرية عديدة على النظرة إلى الدراسات المستقبلية وهي تغيرات شملت المجال والمناهج وأساليب البحث ومضامين هذه الدراسات والأهداف التي ترمي إليها. وتظهر أهم هذه التطورات في مدى اتساع وتنوع المجالات حيث اتّسمت هذه الدراسات بطابع الكلية والشمول حتى وإن كانت تتناول موضوعاً واحداً جزئياً يبدو لأول وهلة أن مجاله ضيق ومحدود ومنفصل عن غيره من الموضوعات أو أن له استقلالا ذاتياً. وقد يكون من الصعب تحديد مجال معين واضح المعالم لهذه الدراسات مما يعني ضمنا أنها ليست متخصصة في مجال واحد له حدوده وكيانه أو أنها تركز على دراسة منظومة معينة من الظواهر والوقائع والموضوعات أو الاتجاهات. وهذه نقطة أثارت كثيرا من الشكوك والجدل حول جدوى الاهتمام بها على المستوى الأكاديمي، ولكنها لم تفلح في القضاء عليها بل ظهرت كتابات أكاديمية عديدة تدافع عنها وتبرر أسباب وجدوى الاشتغال بها والعمل على تطويرها.
الدراسات المستقبلية
من أهم الأعمال التي صدرت في هذا الشأن كتاب للأستاذة الإيطالية إليونورا باربييري ماسيني Eleonora Barbieri Masini بعنوان: «الدراسات المستقبلية.. لماذا؟» أو Why Futures studies? الذي صدر عام 1993. وتشغل ماسيني منصب أستاذ القانون وعلم الاجتماع في جامعة روما، كما أنها رئيسة لجنة «مشروع مستقبليات الثقافات»، الذي تشرف عليه اليونسكو. ويطلق الكثيرون – في أوربا على الأقل على ماسيني لقب «أم الدراسات المستقبلية»، نظراً لأنها أمضت كل حياتها المهنية في العمل على تطوير تلك الدراسات والدعوة إلى نشرها بين أوساط الشباب والدارسين في الجامعات بوجه خاص، وتنادي بضرورة النظر إلى المستقبل في ضوء التطورات الاقتصادية التي يشهدها العالم، كما تؤمن بأن من شأن التواصل الثقافي تغيير العالم نحو مستقبل أفضل، بالرغم من كل العوائق التي تعطل هذا التوجه وأهمها شعارات العولمة التي تخفي وراءها دعاوى الهيمنة الأمريكية، إلى جانب التراخي في استخدام الموارد البشرية والاعتماد الكلي على التكنولوجيا والإنجازات العلمية الحديثة. يناقش الكتاب أهمية الدراسات المستقبلية وأسباب الاهتمام بها، وهو موجّه أساساً لطلاب الجامعات، وينطلق من التسليم بأن الدراسات المستقبلية لم تلق، بالرغم من كل ماكتب عنها ماتستحقه من عناية واهتمام، ربما بسبب التغيرات السريعة المتلاحقة التي لانكاد نلم بها حتى تكون قد تغيرت، كما ترى أن الدراسات المستقبلية يدخلها بالضرورة عنصر ذاتي يتمثل في عرض الرغبات والمخاوف، وذلك على الرغم من أنه مر على ظهورها على المستوى العلمي الدقيق أربعة عقود وبالرغم من الجهود الهائلة التي بذلت لإضفاء الطابع الموضوعي عليها واستخدام المناهج العلمية بقدر الإمكان. وتبدي ماسيني ملاحظة على جانب كبير من الأهمية هي أن هذه الدراسات تتحول الآن من مستوى: «التنبؤات الموضوعية» حول موضوع محدد ومحدود إلى مستوى المنظورات الأكثر اتساعا والتي تدعو إلى التفكير والتأمل في شئون العالم ككل.
فالمجال واسع ومتنوع بشكل غير عادي، ويتراوح مابين مجرد الاكتفاء برصد الواقع للتعرف على الاتجاهات المحتملة إلى تخيل مجتمعات الغد المثالية أو الطوباوية مع إدراك أن في إمكان الإنسان ليس فقط التحكم في المستقبل، ولكن أيضاً اختراع ذلك المستقبل تبعا لقدراته الإبداعية وحسب تصوراته الخاصة عن مطالب البشر من ذلك المستقبل.
ويسود الآن مصطلح (استعمار المستقبل) للدلالة على مدى قدرة الإنسان على تشكيل عالم الغد مقدماً حسب تقديرات مدروسة ومحسوبة بدقة، وإن كان ذلك لايعني بالضرورة إمكان التعميم أو الوصول إلى قوانين علمية دقيقة وصارمة، أو إجراء تجارب للتدليل على قدرة الإنسان الفعلية على تحقيق تلك الأفكار والتوجهات. ويتطلب اتساع مجال الدراسات المستقبلية وتنوع موضوعاتها التعدد والتنوع في الأساليب والمناهج لدراسة أي مشكلة دراسة تكاملية شاملة من مختلف الزوايا والجوانب، بدلا من عزل تلك المشكلة عن السياق العام والشامل الذي يحيط بها، مما يساعد على تعرف أبعاد المشكلة وتقدير الظروف والأوضاع المستقبلية بطريقة أفضل، والموازنة بين التوجهات الذاتية والأحكام الموضوعية وتعرف البدائل الممكنة والوصول فيها إلى قرار سليم بقدر الإمكان.
من الرَّصد إلى التحليل
من الواضح إذن أن هناك تحولا في مجال الدراسات المستقبلية من رصد وتسجيل التوقعات و(الاتجاهات) إلى دراسة وتحليل (الأفكار) وبالتالي الانتقال من مستوى التنبؤات التي قد لا تتحقق إلى مستوى البحث عن حلول إبداعية للمشكلات، والتعرف على إمكانات وقدرات التغيير، والصور التي ينبغى أن يكون عليها المستقبل، وتحديد الأولويات بالنسبة للأفراد والجماعات والمجتمعات وبالتالي التحول من عمليات الرصد الضيق المحدود بحدود الزمان والمكان إلى التفكير الواسع الشامل، والتأمل الذي لاتحده حدود، والذي قد يمتد إلى عشرات العقود بل وآلاف السنين، في ارتياد عوالم الغد والاسترشاد في ذلك بمسيرة التطور من الماضي السحيق إلى الغد البعيد على مايقول ريتشارد سلوتر Richard Slaughter في حديثه عما يعرف باسم «الحاضر الممتد» The Long Now، وهو المصطلح الذي صاغه ستيوارد براند Steward Brand وأصبح اسماً لإحدى مؤسسات الدراسات المستقبلية وهي مؤسسة Long Now Foundation التي قد يمكن وصفها بأنها مؤسسة الزمن العميق.
وأنصار مفهوم الحاضر الممتد أو الحاضر الطويل يأخذون الزمن على أنه وحدة متصلة، وأن هناك صلة ذهنية متينة بين استدعاء الماضي وتصور المستقبل. ويستندون في تعزيز موقفهم إلى ماتوصل إليه بعض علماء النفس عن أن الأشخاص الذين يفقدون ذاكرتهم وذكرياتهم يفقدون في الوقت نفسه القدرة على تخيل المستقبل، وأن مناطق المخ التي تستخدم في التذكر هي نفسها المناطق التي تستخدم في التخيل على ماجاء في مجلة New Scientist (26 / 3 / 2007)، وأن الإنسان يفقد بتقدمه في السن كثيرا من قدرته على التذكر، كما يفقد جانباً كبيراً من قدرته على تخيل ماسوف تكون عليه الأمور الحياتية في المستقبل. فثمة رابطة قوية إذن في المخ بين الماضى والمستقبل.
وعلى أي حال فإن الدراسات المستقبلية تحتل الآن مكاناً فريداً في بحوث العلم الاجتماعي ويتسع نطاق بحوثها واهتماماتها، بحيث يشمل إمكانات المستقبل وتغيراته المتوقعة في شتى مجالات الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والتكنولوجية وتغيرات البيئة وغيرها، ولذا يرى المستقبليون، أو بعضهم على الأصح، أن دراساتهم التي تقوم على أسس وقواعد منهجية سليمة كفيلة بأن تزود أصحاب القرار وصناع السياسات بالمعلومات اللازمة عن احتمالات المستقبل في ضوء ظروف تتميز بعدم اليقين وعدم الاستقرار وهي الملامح المميزة للأوضاع السائدة في عالم اليوم.
وهناك في رأي عدد من الباحثين بعض صعوبات أو مشكلات تواجه الدراسات المستقبلية باعتبارها مجالا قائما بذاته في منظومة التخصصات المتنوعة التي تؤلف العلم الاجتماعي، وهي صعوبات تتعلق في معظمها بتحديد المجال وقواعد المنهج وخصائص الأساليب والطرق التي يمكن الاستعانة بها في عمليات الرصد وتحديد التوقعات. وأول هذه الصعوبات أو المشاكل التي تواجه المستقبليين هي الاتساع الرهيب في المجال الذي تتحرك في تلك الدراسات، وتعدد وتنوع الموضوعات التي تغطيها، بحيث تكاد تفقد هويتها. فهذا المجال الواسع يتقاطع مع مجالات تخصصات أخرى عديدة تتجاوز إطار العلم الاجتماعي إلى المجالات الأدبية والفنية والعلمية بكل تفرعاتها وتعدد مناهجها وأساليبها في البحث وطرق العرض والتحليلات التي تتعارض تعارضاً شديداً مع المناهج والمداخل المتبعة في مختلف فروع العلم الاجتماعى الذي تنتسب إليه الدراسات المستقبلية.. ثم هناك ثانياً المشكلة الناشئة عن عدم تطوير بحوث الدراسات المستقبلية ذاتها بالقدر الكافي الذي يتلاءم مع المستجدات العلمية والتكنولوجية، وحركة التغير السريع في تلك المجالات، وتأثيرهاعلى تطور المجتمع الإنساني والتقدم نحو مستقبل مختلف كل الاختلاف عن كل ماعرفته الإنسانية في تاريخها الطويل. فالأمر يحتاج إلى (اختراع) وسائل ومناهج جديدة تماماً تصدر عن رؤى مختلفة وتفكير مختلف، وتأخذ في الاعتبار مستجدات الحياة ومفردات الوضع العلمى والاجتماعي ومسيرة الإنسان بوجه عام، فضلاً عن الحاجة لبذل الجهد للتعريف بتلك الدراسات وأهميتها ومجالها على نطاق واسع يتجاوز حدود المتخصصين، لأن مشكلات وقضايا الدراسات المستقبلية لها صلة وثيقة بالوضع الإنساني ككل وليس بفئة أو صفوة صغيرة محدودة فحسب.
الحاجة إلى نظرية
وليس من شك في أن الدراسات المستقبلية حققت كثيرا من النجاح والتطور والمكاسب بعد جدل طويل حول الأسس الفلسفية، التي تقوم عليها وحول مدى علميتها. فقد أمكن تحديد قاعدتها المعرفية حتى وإن كانت على ذلك القدر الهائل من الاتساع والتنوع والتداخل مع تخصصات أخرى عدة. ومع ذلك فلاتزال هذه الدراسات تفتقر إلى وجود نظرية أساسية تعطيها شخصيتها المتميزة وتوجه أبحاثها ومناقشاتها وتزودها بمدخل واضح ومحدد ونظرية كبرى Grand Theory كتلك التي نجدها في العلوم الاجتماعية الأخرى التي تأخذ الإنسان في كليته ولكن من زاوية خاصة بكل منها. فوجود أساس نظري يساعد على تحليل الظواهر والوقائع والمعلومات والبيانات المتاحة ويربط المفاهيم والتصورات بعضها ببعض، أي يربط البيانات الواقعية بالتحليل التجريدى من أجل الوصول إلى فرضيات تساعد على فتح مجالات جديدة واختبار مدى صحة ومصداقية الأحكام التي تطلق على تلك البيانات. فالدراسات المستقبلية في أشد الحاجة إلى نظرية أساسية كتلك التي نجدها في العلوم الاجتماعية الأخرى، حيث إن كل النماذج التي وضعت أو تم عرضها حتى الآن هى أفكار نظرية متوسطة المدى ولاتدخل في نطاق النظريات الكبرى.
ولاتزال هناك بعض التساؤلات التي تحتاج إلى إجابات دقيقة ومحددة، بالرغم من كل ماكتب عنها. فهناك التساؤل الذي لايخلو من طرافة والذى قد يبدو على أنه أحجية فلسفية حول كيف يمكن الكتابة كتابة علمية عن المستقبل قبل وجوده بالفعل ورصده على أرض الواقع العياني، وهل يمكن التنبؤ بالمستقبل بكفاءة؟ وما التطبيقات العملية التي تترتب على تلك الدراسات؟ ومن هم «المستقبليون»؟ وماذا يفعلون بالضبط؟ وهل هم أقدر الناس على الحديث بكفاءة عن المشكلات المستقبلية بالنسبة لمجتمع معين في فترة زمنية معينة؟ مثلاً أم أن نظرتهم يجب أن تكون على مستوى رفيع من الشمولية والتجريد، بحيث تحيط بكل الاحتمالات الممكنة؟ مع الأخذ في الاعتبار وجهات نظر الناس أنفسهم وتطلعاتهم وتقويماتهم للمستقبل قبل أن يعاينوه؟ فالدراسات المستقبلية هي إلى حد كبير دراسات «استباقية» – إن صح التعبير – ولذا لا تخلو في الأغلب من العنصر الذاتي. وربما كان التساؤل الأخير والذي لايخلو هو أيضا من طرافة ومن صعوبة الإجابة عليه هو إلى متى يستمر هذا الاهتمام بالدراسات المستقبلية؟ وهل له من نهاية مثلما يحدث بالنسبة لكثير من الاتجاهات والتيارات الفكرية التي شهدتها العقود الأخيرة؟ خاصة أن ثمة اتجاهات قوية تنفي صفة العلم عن هذه الدراسات التي تراجعت فعلاً في بعض الجامعات.
وقد يكون في موقف عالم المستقبليات الفرنسي برنار دو جوفينل، الذي عرضه في كتابه، الذي أشرنا إليه عن فن التخمين فصل الخطاب. فهو يرى أنه إذا كان المستقبل مقرراً وحتمياً من قبل فإنه يمكن لنا أن نعرفه، ولكن إذا نحن عرفناه فسوف يكون في إمكاننا أن نغيره، وحينئذ لانكون قد عرفناه. والذي يقصده دو جوفينل هو أن المستقبل مراوغ وأنه يتأثر دائماً وباستمرار بأفعالنا وقيمنا وأولوياتنا، ولذا فهو في حالة تغير مستمر إلى أن يصبح حاضراً.والشيء الوحيد الذي يمكن للدراسات المستقبلية أن تفعله أو تأمل في فعله، هو أن تظل في حالة جدل ديناميكي مع المستقبل، أن تحاول الكشف عن آلياته والاستجابة لتغيراته وتعديلاته التي لا تتوقف ولذا يصعب السيطرة عليها تماماً.!