مع كل إطلالة عام دراسي ( جديد )
لانجد ( الجديد )
وزارةُ ( تعاميم )
وقائدُ ( لدفتر الدوام سلامٌ وتعظيم )
مُعلمُ ( للأفواه تكميم )
وطالبُ ( ضحية لهذا الوضع الأليم )
ووزارة ُ تنادي ( شعارنا التميز والإنصاف )
وحقوق المعلمين يطالها ( الإجحاف )
وقائد أُجبر من حيث لايعلم بأن يكون همه الأول ( دفتر الحضور والإنصراف )
وخُطط خمسية وعشرية أرهقها البحث عن ( نهاية مطاف )
– حسب تصريحات القائمين على التربية والتعليم
لدينا ( عشرات الأولويات )
وكل صباحٍ ( بجديده آت )
وهذا يعني في الحقيقة أنه ليس لدينا أى أولوية !!
لأنه دون تحديد ماهو ( مهم ) يصبح كل مايطرح( أهم )
لغياب ( التركيز والغاية ) وعدم التمييز بين ( البداية والنهاية )
– والسبب تسابُقنا لجديد ( هذا العام) ، كى ( يتلقفه الإعلام )
وإغفالنا الإيمان بأن التغيير التربوي عملية ( طويلة الأمد)
ومنتج جماعي من المفترض ( ألا ينسب لأحد ) .
– فهل يحق لنا أن نطالب المعلمين والقادة الإنجاز
في ظل هذا ( التوهان) وضياع ( العنوان ) .
– ليعلم كل قائم على التعليم في وزارتنا الموقرة أنه من الواجب – في ظل ( حركة التغيير ) المتواصله والمتجدده من حولنا وفي خضم الثورة المعلوماتية والفكرية – أن نفهم جميعاً أن تحسين مخرجات التعليم عملية لن تتحقق دون العمل على منح مساحة من الحرية المنضبطة للقائد والمعلم كى يبدعوا بعيداً عن سياسة فرض التعليمات .
– مع تهيئة البيئة المناسبة من أجل صنع هذا التغيير المطلوب بمنح كل شخصية في قطاع التعليم( مبدعة عامله ) حقوقها ( الكاملة ) .
فمن غير المنطق البحث عن ( الإنجاز ) في خضم سيل من التعاميم المليئة ( بالاستفزاز ) .
– تعثُر جهود الاصلاح التربوي في السنوات العشر الاخيره لدينا يعود بالدرجة الأولى إلى خطأ في فهم الطابع الحقيقي لمشكلة التربية والتعليم التي نواجهها.
– ( مشكلتنا ) تركيزنا على البحث عن حل المشكلة قبل صياغتها وتحديدها بشكل دقيق كما تعلمنا في أدبيات البحث التربوي .
– ومايجب أن يعلمه القائمون على التربية والتعليم أن مشكلتنا الحقيقية ليست في قلة جودة تعليمنا بقدر ماهى موجة من التغييرات المتسارعة العميقة اقتصادياً واجتماعياً.
تغيرات ( غير مفهومه ) لدى المربين والآباء وأفراد المجتمع والسبب فقدان
( خريطة المعلومه ) .
– وسوء فهمنا لهذه ( المشكلة المحتومة ) أدى إلى سوء اختيار الاستراتيجيات المناسبة للتكيف مع موجة (صاعدة) من التغيرات ، في مقابل أفكار
( صامدة ) من قيادات عليا ليس لديها إلا مشاريع تم معالجتها وتكييفها بالقص واللصق و( التحوير) ففشل المشروع ، ونجح ( التدوير ) لكراسي تلك القيادات لخوض مشروعٍ جديد .
– قيادتنا المدرسية يتم التعامل معها على أنها مجموعة من الموظفين الإداريين دون أى اعتبار لدورهم الحقيقي في التربية والتعليم ، فغابت أفكار ( المعالجة و التحسين ) وبرزت أفكار ( المقص والتزيين ) غابت الاستراتيجيات فحمّلت
( المتوسطات ) الوزر على ( الإبتدائيات ) مما أزعج وأربك ( الثانويات ) فساءت ( المخرجات )وتنصلت ( الجامعات ).
– قياداتنا المدرسية قيادات مُغيبة عن دورها الحقيقي الذي يجب أن تمارسه في ظل أطروحات القرن الحادي والعشرين ، فبدلاً من أن ندربهم على كيفية التجاوب والتكيف مع التحديات الحقيقية المقترنة بالمتعلم وعلى كل طرحٍ جديد في القيادة التربوية نجدهم مع ( كل إشراق ) ترهقهم ( بكومة من الأوراق) التي في نظر وزارتنا لايتعامل معها إلا ( الجهبذ الاستشاري ) مع أنها سهلة التوقيع من أى ( موظف إداري) .
– معتقداتنا وسلوكيات مؤسساتنا التربوية لم تتغير وتـَرِكة دفتر الدوام ودفتر التحضير لازالت هى الشُغل الشاغل والحاضرة في المشهد التعليمي دائماً مسبوقة بعبارة ( أحضُر وحضّر وقُل حاضر وغيره الله يسهل عليك )
وهذه المعتقدات والسلوكيات التي جعلتنا ( مكانك راوح ) يجب زلزلتها لخلق معتقدات وسلوكيات تتوافق مع مرحلة التغيير وذلك حتى تمارس قياداتنا المدرسية دورها الحقيقي ولا تبقى على حالها الذي تعيشة الآن قيادات ( مُذعنة ) بدلاً من أن تكون قيادات ( مُبتكره ) و( خلاّقة ) .
– إن من أكبر التحديات التي يواجهها القادة في هذا العالم المتغير هو عدم القدرة على التكيف مع الأدوار الحقيقية المطلوبة منهم لأن هذه الأدوار غير واضحة لهم من قبل القيادات العليا ، ومايصلهم لايعدو أن يكون من باب سياسة (فرض التعليمات والأدوار ) و( قص الشريط للخروج في نشرة الأخبار ) مما أجبر القادة في ظل هذا الوضع أن يكونوا مستمعين ومنفذين فقط بعيداًعن خلق فرص جديدة للتطوير والإبداع ، وهذا ماجعلهم يقتبسون هذه التبعيه التسلطية ويمارسونها مع معلميهم .
– سيناريو القصه يبدأ بــالمعلم
– من هنا تبدأ ( القصه ) مع كل صباح ينطلقون وفي القلب ( غُصه ) ، ( ٢٤ حصه ) حصص ( إنتظار ) طوال ( النهار ) ، درجات ( مفقوده ) ، وأحلامُ ( موؤوده ) وبعد كل ذلك مكافأة نهاية ( خدمة ) أقرب ( للصدمه ) .
يدخلون فصولهم ليجدوا طلاباً ( يرفضون النظام ) فيكون الحل ( بمنع الكلام ) .
طلاب قدموا من تربية لايحكمها نظام وولى أمر يطالب المعلم بالقيام بدوره ( كاملاً ) في التربية دون أن يكون ( عاملاً ) ومسانداً لمن في قلبه( غُصه ) .
– معلم غير مدرك أن زمن ( الطباشير ذهب )
لأنه لم يتم ( تنويره بالسبب )
-معلم غير مدرك بأن متطلبات المهارات الأساسية الثلاث ( القراءة – الكتابة – الحساب ) تطورت في زمن اقتصاد المعرفة إلى متطلبات أعلى فكرياً وهى التي يجب أن يتبناها .
– محور القصه :
الطالب :
غابت الحبكة في محور القصه !!
ونسى مخرج القصة السؤال الأهم وهو :
كيف نحفز طلابنا على الرغبة في تعلم مهارات جديدة تفرضها مرحلة التغيير ؟
– هذا السؤال نادراً مايثار في النقاش لدى مخططي التعليم لدينا ، في ظل انعدام رغبة الطلاب تجاه تعلم محتويات أكاديمية تقليدية داخل فضاء يضخ الجديد يومياً على أسماعهم وهو الأمر الذي يجب أن يلتفت له مخططو المناهج ، في ظل افتقار المعلمين دعم الأسرة لعمليات التعلم .
– كاتب السناريو والمخرج ( وزارتنا ) :
– المخرج الذي يكتب النص بصيغة الماضي ولايفكر في أحداث المستقبل ، فيخرج النص كلاسيكياً كالعادة .
وزارة غاب عنها أن تأخذ في الاعتبار أثناء محاولتها تحسين مخرجات التربية والتعليم فهمُ التحدي التربوي الذي نواجهه من خلال إدراك ماهية الموجة الصاعدة الجديدة التي تواجه التعليم والتعلم والأسرة في القرن الحادي والعشرين .
والمتمثلة في أن التحول الاقتصادي إلى اقتصاد معرفة اقترن بتغيرات اجتماعية
( عميقة الجذور ) فأصبح من الواجب أن نتميز في هذا المشهد ( بقوة الحضور ) فالتغيرات آثارها في الطالب والأسر والمجتمع يراها ( الأعمى قبل البصير)
وإغفالها وعدم إدراكها ( ينذر بأن الوضع خطير )
– وزارتنا مُخرجُ يصر على البقاء في بيئة العزلة ولايعزز بيئة الزمالة والتعاون ، ويتناسى أن الحل هو الخروج من استقلالية الفرد نحو استقلالية الجماعة ومن المحاسبة الفردية نحو المحاسبة الجماعية .
– مُخرجنا الفاضل :
– كيف سيكون لتعليمنا رؤية مشتركة من الجميع ، ورؤية تحركها المعلومات في زمن اقتصاد المعرفة وأنت لازلت تتحدث بلسان الماضي !!
مُخرجنا الفاضل :
– هل تملك رؤية يحركها نظام كفء يحدد الثغرات من خلال الأداء الحالي والأداء المطلوب لاستجلاء أفضل الممارسات وتََبنِي أنجع الاستراتيجيات واختيار البرامج التي تردم الفجوة بين الواقع والمأمول واضعاً في الحسبان هموم المعلمين ومخاوفهم من تطبيقات هذه المرحلة الاحترافية من التعلم !!
– عفواً يا أحبه دق جرس الحصة السابعة .
وأزف السفر ذهاباً في خط العودة لأبنائي كى أصلهم مبكراً قبل الغروب ، وماتبقى من حبر القلم سأتركه لتحضير الغد ومع العام الدراسي ( الجديد ) هل من ( جديد ) !!
أترككم مع قصة هذا ( العام ) … ولكم ( تحياتي والسلام )
وكلى أمل بأن الغد بإذن الله أجمل .
أستودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه
مقال مهم وفي وقته المناسب..
لكني كثيرا ما اميل إلى التفاءل..
رائع ابوفهد 👍
أطروحة تستحق الوقوف من القائمين على التعليم عندها لأنها نتاج فكر تربوي متمرس ومعايش لهم التعليم.
زخم من المحطات التعليمية في مساحة صغيرة.
مقال حي و عميق المدى ؛ يلامس شغاف حاجتنا للنمو ؛ فأمام عواصف التغيير يلزمنا التشبث بجذوع اﻹستراتيجيات المنيعة .. والحبر الذي يكتب فيه تاريخ المناهج نريد منه أن يكتبنا بصيغة المستقبل فمطابعنا الحديثة تتوق للنصوص العصرية.