الحديث عن الخطوط الجوية الكويتية، أصبح أشبه بسرد قصة من قصص الخيال، التي يتعارك بطلها مع الوقت، للصمود أمام تلاطم أمواج البحر الهائجة، المنتظر لطوق نجاة ينقذه ويوصله لبر الأمان، إلا أن «الكويتية»، في ظل ذلك، وارتطامها بصخور الفساد والمحسوبية، تنتظر انتشال جثتها لدفنها، لا إنقاذها.
فمع توجُّه كثير من الدول المتحضرة والمتقدمة إلى الدفع بجعل إدارتها لمؤسساتها خاضع لنظر ودراية مواطنيها، وخلع أبواب مكاتبها، حتى لا تكتم أحاديث الفساد والسطو، أتوجه شخصيا بالشكر الجزيل لـ»الخطوط الكويتية»، التي أقر بجرأتها في علنية إدارتها وتعاملها مع الناس، الذي لا يمكن وصفها إلا بالبدائية الفوضية.
فما شهدته قبل عدة أيام في مطارنا المتهالك عند «الخطوط الكويتية» يشمئز له بصر المواطن، وينفر عقله، حيث إن مشوار الذهول بدأ حين رؤيتي «مكينة» تفتيش حقائب الكويتية وركابها معطلة، وخلو هذا القسم من رجال الأمن، أي أنه بالإمكان إدخال أفتك الأسلحة وأخطرها إلى الطائرة التي تحمل ركاب أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم اختاروا «الكويتية»، كويسلة نقل جوي.. بهذه فقط يمكن إخراس فم كل مسؤول مازال يثرثر بحرصه على أمن البلد وأمان المواطنين وحماية أرواحهم.
ثم تدخل إلى قسم وزن الأمتعة الخاص بـ«الكويتية»، فيتبادر إلى ذهنك مشهد «سوق الجمعة»، أو «سوق الحراج».. فوضى الركاب، حقائب فوق بعضها، كاونتر معطل، وآخر يستقبل جميع الرحلات، أحاديث الموظفين التي يفترض أن تكون جانبية، إلا أنها تشكل الأولوية لديهم، وخدمة الناس هي الثانوية، حتى وصل الأمر ببعض العاملين إلى أن يقوم أحدهم بطرد شخص من قسم وزن الأمتعة، كأنه متسيد المكان، ومالك له، وغيرها الكثير.
وأخيراً، من الخطأ الظن أن شراء طائرات جديدة واستئجار غيرها حديث هو الذي سيرتقي بـ «طائرنا الأزرق» لمستوى متقدم، فالنعام مهما استبدلت ريشه بريش جديد، لن يستطيع التحليق والطيران، بل سيستمر بطمس رأسه في التراب.