أحد الأصدقاء هو إنسان مرتب ماليا، أموره المالية دقيقة إلى حد أنه (كما يدعي) مجهز ميزانيته لمدة سنة كاملة. إحدى وسائله لهذا الترتيب المالي أنه ما أن ينزل راتبه حتى يقوم بدفع كل التزاماته والتي أحدها رواتب الخدم والسائق.
وهذا ما عمله في راتب يوليو الذي هل علينا مبكرا في 12 الشهر الماضي. كل الخدم وافقوا على هذا الراتب المبكر ولسان حالهم يقول: «حالنا حال معزبنا»، إلا السائق رفض قائلا: «بابا معاش ألحين واجد مشكلة»، موضحا أن زوجته وعائلته الذين اعتادوا على تسلم الحوالة منه في موعد محدد كل شهر سيتعاملون مع هذه الحوالة كأنها هدية أو بونص ولن يمر الشهر إلا وقد (مردوها) وهم واهمين أن الحوالة التالية ستأتي في وقتها كل شهر يعني أن الوضع سيلتبس عليهم والنتيجة أنهم سيبقون 10 أيام من دون فلوس يأكلون منها وهذا أمر لا أستطيع المجازفة به فلدي أطفال صغار ليس لهم معيل غيري. تفهم صديقي الأمر وأجل راتب السائق إلى موعده المعتاد كل شهر.
المواطن الكويتي حاله لا يبتعد وصفه كثيرا عما تنبأ السائق بأنه سيحدث لعائلته إن أتاها الراتب مبكرا، فقد تعامل الكثير من المواطنين مع راتب يوليو المبكر على أنه هدية من الحكومة وليس راتبا لـ 45 يوما، والنتيجة كانت مآسي فقد طار 70% منه قبل مرور شهر ومازال الراتب القادم مشواره طويل قبل أن ينزل. وهكذا ستمضي العديد من الأسر الكويتية الأسبوعين المقبلين وهي في حالة تقشف قصوى. الوضع هذا سيتكرر مع توارد الأخبار أن الحكومة تنوي صرف رواتب سبتمبر في الثاني عشر من شهر بسبب العيد وهو أمر ينطبق عليه المثل الأميركي here we go again.
هناك فئة كبيرة من المواطنين مرتبة أمورها وموزعة راتبها بدقة وإنزال الراتب سـ (يعفس) هذا الترتيب وقد تذمر الكثيرون من اضطرارهم للبقاء 45 يوما على راتب واحد، كما حصل في راتب يوليو. ولا يرغبون في صرف رواتب سبتمبر مبكرا بل يفضلونها في موعدها المحدد.
لذلك فهو نداء ومناشدة لوزير المالية أنس الصالح أن يكون للمواطن القرار في موعد صرف راتبه سواء مبكرا أو في موعده وليصدر تعميم في كل الوزارات أن الموظف الذي لا يرغب في تسلم راتبه مبكرا يذهب إلى قطاع الرواتب ويوقع على طلب بهذا الأمر وبعدها تقوم الوزارة بفرز من يريده مبكرا وتنزله له مبكرا وتؤجل راتب من يريد إلى موعده المحدد.
نقطة أخيرة: الراتب هو مكافأة للموظف على عمله طوال شهر كامل لذلك فمن أبسط حقوقه أن يأخذه في موعده المحدد دون تأخير أو تبكير.
آخر مقالات الكاتب:
- الإستجواب الغير مستحق
- أمنية من أهالي «عبدالله المبارك» لعناية وزير الأوقاف
- لا والله إلا شدو البدو يا حسين
- درس كبير في السياسة من صاحب السمو
- 2017 قررت أن أكون سعيداً
- بديت أشك في الوسادة
- توظف 8000 كويتي وتربح سنويا 200 مليون..لماذا تخصخصها وتفككها؟!
- مرحبا بملك السعودية التي هي سندنا يوم غيرنا مالقي له سند.
- إخضاع عمليات السمنة في «الخاص» لرقابة أقوى
- انتهت انتخاباتكم تعالوا نرجع وطناً