في يوم الثاني من أغسطس من كل عام تمر على الكويت مناسبة أليمة تحمل في طياتها الكثير من الحزن والكآبة والظلم، لما حل بها نتيجة الغزو البعثي العراقي في ذلك اليوم، فمع دخول هذا الشهر من هذا العام 2015 يكون قد مر 25 عاما على اجتياح النظام الصدامي البائد للكويت، في فترة الغزو كان الكويتيون يدا واحدة، وأسرة واحدة هدفها أرض هذا الوطن، وكانت النفوس راضية بقدر الله سبحانه وتعالى، فهذه الوحدة الوطنية والتلاحم في تلك الايام، مع الأسف فقدنا الترابط والتلاحم في هذه الأيام، وبدأ الأخ يأكل لحم أخيه حيا، وكثر الحسد وقل العمل في جميع وزارات الدولة، والجار لم يعد يسأل عن جاره، والكثيرون تناسوا أيام الغزو وما شهدته من تجسيد للإخوة والتلاحم من الناحية الوطنية والإنسانية، اليوم الكل يحاول فرض نفوذه، والصراعات زادت عن حدها، وظهرت اختلافات السلوكيات، والتفرقة الوطنية، التي يحركها البعض لجني بعض المصالح، بدأ البعض ينهش في هذا البلد، دون اي مسؤولية للمصلحة العامة، ومراعاة التقدم والتنمية التي سبقتنا إليها جميع الدول الخليجية والعربية، الكل ينادي بالإصلاح بأنواعه المختلفة، لكن هذا الاصلاح نسمع به كشعار وليس كواقع عملي نلمسه من خلال التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، نحن في أمس الحاجة الى ان نستذكر الماضي بحسناته وسيئاته، ونعلمه لأجيال الغد، ونحاول ان ننبذ العنصرية والقبلية والطائفية، ونقول بصوت واحد الكويت فوق الجميع، نسأل الله الأمن والأمان لهذا الوطن الغالي، وأن يجمع القلوب على محبة الله ثم ارض الوطن.
زبدة الحچي:
ما حدث في الثاني من أغسطس عام 1990 لن يعود مرة أخرى، وقضية الاحتلال كانت غلطة تاريخية أقدم عليها العراق وندم سواء أعلن أو لم يعلن، فتعلمت الدول الأخرى من هذه الغلطة ولن تغامر دولة أخرى بالسير في هذا الدرب لأن مصيرها سيكون كمصير سالف الذكر المقبور صدام حسين، ولكن حتى نكون منصفين هناك نوع آخر من الغزو، وهو الغزو السياسي أو التحكم السياسي هو ما يجب الالتفات إليه.
حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.