ماذا سيفعل سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد حين يؤول إليه كرسي الإمارة؟
هل يملك رؤية واضحة ومحددة لما يجب عليه القيام به في اليوم التالي لاستلامه رئاسة الدولة؟ هل لديه مشروعا جاهزا يسعى لتنفيذه خلال سنوات إمارته؟ أم أنه سيكتفي بوراثة الإمارة ومعها النهج الحالي في إدارة الدولة وإفرازاته… وطاقم الديوان الأميري أيضا؟!
من خلال قراءة تاريخ الكويت ومعاصرة حاضرها، يبدو لي أن ثلاثة من الأمراء، وهم الشيخ مبارك الصباح والشيخ عبدالله السالم والأمير الحالي الشيخ صباح الأحمد، قد وضعوا في أذهانهم مشروعا محددا من قبل استلامهم رئاسة الدولة. وبصرف النظر عن التقييم العام لمشروعاتهم السياسية، فقد عمل كل منهم على تنفيذ مشروعه.
إن الشيخ نواف الأحمد مطالب بأن يضع مشروعه السياسي الخاص على ضوء الحالة السائدة اليوم كي يشرع في تنفيذه حين تؤول إليه رئاسة الدولة.
وبالطبع فليس ولي العهد وحده المطالب بالاستعداد “لليوم التالي”، بل الشعب الكويتي كذلك. ماذا نريد، كيف سنحقق ما نريده؟ هل نقبل باستمرار الوضع الراهن أم سنعمل على تحقيق مطالب مثل: “الإمارة الدستورية”، “الحكومة الشعبية”…؟ أم أننا سوف ننسى هذه المطالب ونكتفي بالمطالبة بزيادة الرواتب وبانتخابات (خمس دوائر وأربع أصوات)! وحتى لو استمرت المطالب الشعبية الإصلاحية في عهد الشيخ نواف الأحمد، فهل نملك رؤية واضحة لكيفية تحقيقها وتوقيت التحرك لإقرارها؟
إن “اليوم التالي” مهم جدا، بل ربما يكون من أهم أيام تاريخ الكويت الحديث، لذلك وجب علينا، وعلى سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، الاستعداد له والتفكير في استحقاقاته.