مساء الثلاثاء الماضي، استضاف د.شلومو بن عامي وزير الخارجية الأسبق للكيان الصهيوني مغتصب الأراضي العربية في فلسطين وسورية.. وفي هذه الحلقة تمكن الأستاذ سلام مسافر من انتزاع اعتراف علني واضح بأن هذا الكيان يوفر الخدمات الطبية لإرهابيي جبهة النصرة تحديدا، وعندما أراد الاستدراك قال بن عامي إن الكيان الإسرائيلي يقدم هذه الخدمات على أساس إنساني، فالإنسان الجريح يجبرهم على تقديم العلاج له بغض النظر عن كونه عدوا أو إرهابيا؟
وهذا ما قلته هنا واكثر من مرة بأن الكيان الإسرائيلي يقدم الدعم لجبهة النصرة، وتركيا تقدم الدعم لـ«داعش» برعاية وإشراف أميركا أوباما، ولكن كل هذا من تحت الطاولة أي بالسر، إما في العلن فهم يحاربون الإرهابيين في سورية والعراق واليوم يأتي الاعتراف من وزير خارجية سابق لهذا الكيان.
أما تبريره فهو ساقط، ذلك لأن سورية يسقط بها يوميا العشرات بل المئات من الجرحى فلماذا يعالج الصهاينة منتسبي جبهة النصرة الإرهابية فقط ويتركون باقي الجرحى..؟ بل كيف يعلمون عن جرحى إرهابيي النصرة داخل الأراضي السورية..؟ وهنا لا توجد إلا إجابتان فقط لا غير، وفي الحالتين الإدانة بدعم الإرهابيين ثابتة، وهما اما أن يكون هناك جنود إسرائيليون يقاتلون مع جبهة النصرة وبالتالي معهم فرق طبية ميدانية.. أو أن هناك تنسيقا بين هذا الكيان المجرم وقيادات النصرة الإرهابية لنقل جرحاهم عبر الحدود إلى إسرائيل لتلقي العلاج.. والإجابة الثانية هي الأقرب للصحة، وهو ما اكده تقرير تلفزيوني نشرته القناة الرابعة الإسرائيلية وكان يحتوي على لقاءات مع إرهابيين جرحى في احد المستشفيات الإسرائيلية يشكرون الصهاينة على كرمهم ويثنون على إسرائيل ويؤكدون أنهم أصدقاء، أما العدو فهو النظام السوري ولاحول ولا قوة إلا بالله.
والحقيقة فإنني استنكر هذا الحنان والإنسانية الصهيونية التي انهمرت وتدفقت بشكل مفاجئ، وخصت بها إرهابيي جبهة النصرة حصرا، بينما ضحايا حرب إسرائيل الأخيرة على قطاع غزه فتبين الإحصائية النهائية التي أعدها المرصد الأورومتوسطي (وهو منظمة دولية محترمة) أن عدد الضحايا الإجمالي بلغ 2.147 قتيلا، منهم 530 طفلا، و302 امرأة، و23 قتيلا من الطواقم الطبية، و16 صحافيا، و11 قتيلا من موظفي وكالة «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة، وبلغ عدد الجرحى طوال فترة الحرب 10.870 جريحا، تراوحت إصاباتهم بين متوسطة وطفيفة وخطيرة، منهم 3303 طفلا، 2101 امرأة.
وتشير الإحصاءات الأولية إلى أن 1000 طفل على الأقل سيعانون من إعاقة دائمة.. كل هذه المآسي الإنسانية ولم تقدم إسرائيل لهم اي خدمات علاجية ولا طبية ولم تتحرك انسانيتها بل كانت تفتخر وتتباهى بانتصارها وحسب، وكانت إنسانيتها آنذاك متجمدة كما هي العادة..؟
ومن هذه الوقائع يتضح أن الشرق الأوسط يتعرض لمؤامرة كبرى، خطط لها المحفل الماسوني العالمي وتنفيذها يتم بإشراف اميركا اوباما.. والشحن الطائفي بين اكبر طائفتين من طوائف المسلمين السنة والشيعة هو غاية هذه المؤامرة الخبيثة.. وليعلم من يشارك بأي صورة ولو عن غير قصد في هذا التأجيج الطائفي انما يساهم في تحقيق حلم المحفل الماسوني الصهيوني اليهودي المتدثر بثياب العلمانية.. وهم أخطر وأخبث أعداء الأمتين العربية والإسلامية الذين اخبرنا عنهم كتاب العزيز العليم عز وجل ونبينا الكريم عليه أطيب الصلاة وأزكى التسليم.. فهل من مدكر..؟
آخر مقالات الكاتب:
- قوافل اللاجئين صنيعة الغرب وعليه حلها
- روسيا ستنجز ما عجزت عنه أميركا..
- غداً ذكرى عزيزة للكويت وأهلها..
- بعد التجميد.. الحكومة تصفي الأوفست؟!
- روسيا.. الذهاب إليها متأخراً خير أيضاً
- «حماس» شرطي إسرائيل في غزة
- العبادي بدعم الشعب سيسحق الفساد
- سلمت عين الأمن الساهرة
- فزعة العراقيين على الفساد والفاسدين..
- إجرام الطالح علي عبدالله صالح