الكويت اليوم خاضعة، فعليا، لنفوذ حفنة من تجار الفساد لا يعنيهم سوى تدفق أموال الدولة في حساباتهم البنكية بكافة الطرق المشروعة وغير المشروعة، ويهمهم جدا “احتكار” السلطة والإعلام والسيطرة على “مفاتيحها”.
ومع الأسف الشديد، فإن بعض من هم في مناصب عامة ليس لديهم خبرة أو كفاءة، بل أن بعضهم غير مؤهل ذاتيا لأي عمل، وهؤلاء لا يملكون القدرة على التفكير وليس على اتخاذ القرار أو التحليل والتدبير. ومن هنا فمن السهل جدا إحكام السيطرة عليهم واستخدامهم من قبل تلك الحفنة التجارية الفاسدة المسيطرة على مفاصل البلاد… لقد زرعوا “أنصارهم”، في كل مكان، والرشوة وسيلتهم الفعالة!
هل أحتاج إلى تقديم الدليل لإثبات صحة ما أقول؟ لا أظن ذلك، فالواقع يصدح بالحقيقة. لقد نجحت تلك الحفنة التجارية الفاسدة في تفتيت المجتمع وإيهام بعض الشيوخ أن القبائل تريد الهيمنة على الدولة، وأن “المعارضة” تسعى إلى انتزاع حكم الدولة منهم، وأن هناك تدخل خارجي. كما نجحت تلك الحفنة في تغذية الصراع بين بعض الشيوخ، وفي خلق حالة من انعدام الثقة بينهم على نحو يدفعهم إلى الاستعانة بجهود تلك الحفنة لمساعدتهم في الحصول على مناصب متقدمة.
كما نجحت تلك الحفنة في “تطويع” الكثير من العائلات الحضرية، واستخدام تلك العائلات كجمهور تابع لها بعد أن تم تسميم “ثقافتهم” بالتوجس من القبائل ومن “المعارضة”، كما نجحت تلك الحفنة في “تحييد”، أو إقصاء، العائلات التجارية التي لا تتفق معها في أهدافها السياسية أو التي تنافسها، أو يحتمل أن تنافسها في الميدان التجاري.
تلك الحفنة التجارية الفاسدة، وبعد أن تحققت لها السيطرة التامة، أصيبت بالغرور… ومع هذا الغرور “الزايد”، انخرطت “بغباء” في “ترتيب” مشروع سياسي يضمن لها أن تكون “مصدر السلطات” والمستفيد الوحيد منها!
لا أريد أن أطيل في الكتابة، فالكويت اليوم تختنق بيد تلك الحفنة الفاسدة من التجار الذين باتوا يتباهون بسيطرتهم على القرار وبفسادهم أيضا.
لقد آن أوان إنقاذ الكويت… آن أوان التمرد على سطوة تجار الفساد… وكم أتمنى أن يعود الشيوخ إلى الاقتراب من الشعب الكويتي… كم أتمنى أن يتحرر القرار من هيمنة تلك الحفنة الفاسدة من التجار الذين يدمرون الدولة وينهبونها… كم أتمنى أن يعي الشيوخ أنهم هم الضحية التي يسيل لعاب تجار الفساد لالتهامها!
إن هناك بوادر مفرحة لسقوط تلك الزمرة الفاسدة من التجار… فمشروعهم السياسي انكشف للعلن، والمأمول، بعد انكشاف هذا المشروع الغبي أن يتساقط أفراد تلك الحفنة التجارية الفاسدة قريبا، المكشوف منهم والمستتر، بإذن الله تعالى وبوعي الشعب الكويتي الحر. لكن علينا الانتباه أن شعارهم، خلال سقوطهم، سيكون “علي وعلى أعدائي”، فلا تمنحوهم الوقت!