المؤزمون أعاقوا التنمية. المعارضة عطلت المشاريع. الإعلام المعارض المأجور ثبّط وحبّط والبلد تخبّط… ماشي يا سلطة، ماشي يا نواب السلطة وإعلامييها وطفيلياتها، تعالوا نعقد اتفاقاً، فنترك لكم الجمل بما حمل، ونعطيكم الخيط والمخيط، ونشغل أنفسنا بالسدو وقراءة الروايات، وهذه لحيتي وهذا شنبي إذا استطعتم تنفيذ خططكم، بل إذا استطعتم وضع خطط من الأساس، وسيبك من حكاية سنبني مدينة الحرير، وسنشيّد مفاعلاً نووياً بيضاوياً، لونه الخارجي سماوي والداخلي بيج، وسنلقن البرازيل دروساً في كرة القدم، وبقية التصريحات ثلاثية الأبعاد التي احتكرها الوزير الشيخ المبدع محمد العبدالله المبارك.
الوضع الإقليمي يشغلكم ويشوش تفكيركم؟ ماشي، سنقبّل رأس إيران وأنف العراق ونبوس يد أميركا كي تعيش المنطقة كلها في لحظات نوم… الوضع العالمي يشغلكم؟ نعدكم أن نتفاهم مع كل بؤر القلق، وأن نقنع إسرائيل بفائدة "اليوغا"، وأن نعزف للكوكب موسيقى هادئة… فقط تحركي يا سلطة وطبقي خططك وانفعي الناس.
وهذه لحيتي، وهذا شنبي، أن تنشب معارك داحس والغبراء أمام خزائن الدولة، وأن تختفي الخياش من السوق، وأن يجف ريق آبار النفط، وأن يتحول البلد إلى بحيرة أشباح، وأن تعمل القطط تحزيماً للمعدة لشدة الجوع، وأن نستقبل وفود "البوم النعّاق"، وأن تصفّر الرياح في هذا البلد، قبل أن نقرأ كلمة "النهاية".
سيداتي سادتي، لم يحصل غالبية الوزراء والقياديين على مناصبهم، إلا لأنهم يجيدون "هات وخذ"، فقط، ولم أرَ أكثر هبلاً من شعب يطلب من الظمآن ماءً. ابحثوا عن الماء بأنفسكم، أو موتوا عطشاً ولا تضيعوا وقت الكوكب وتصدعوا رأسه بضجيجكم.