• عام ١٩٥٧ قرر رئيس مجلس إدارة شركة الطيران الأميركية “أميركان إير ويز” شراء طائرات مستعملة، واستئجار طائرات جديدة، فغضب وزير المواصلات الأميركي وأوقفه عن العمل. ولا أظن أن الأخ سامي النصف، الرئيس السابق للخطوط الكويتية، أفضل من رئيس أميركان إير ويز، ولا نظامنا أفضل من نظام الأميركان.
• وفي استوكهولم، قبل نحو أربعين سنة، انفرد رئيس مجلس إدارة شركة حكومية باتخاذ القرار، فقرروا فصله، وحرمانه من مستحقاته المالية، وحرمانه من أي وظيفة تتبع الحكومة. ولا أعتقد أننا أفضل من السويديين يا أخ سامي.
• والمؤرخ النيوزيلندي، بايدن غورث، ذكر في كتابه الشهير “شمسٌ معتمة”، أنه يحق لوزير المواصلات إيقاف رئيس مجلس إدارة شركة الطيران إذا خالف رأيه. هذا كلام مؤرخ يرصد نفسيات المسؤولين وقدراتهم الذاتية، وأعتقد بأن الأخ سامي يدرك قبلنا أن نيوزيلندا من أفضل الدول في الإدارة والشفافية.
النقاط السابقة كلها من وحي الخيال، ومحض تأليف، وكذب مخلوط بتزوير، لكنها طريقة سامي النصف في تبريره لـ”بلاوي” السلطة وفسادها وعبثها، على مدى سنين… كنا كلما خرجنا في احتجاج على سوء إدارة البلد وفساد السلطة، هجمت علينا القوات الخاصة بهراواتها وشتائمها، فنغضب، فيخرج لنا سامي النصف مبرراً: “حتى في أميركا يتم ضرب المتظاهرين، ولا أظن أننا أكثر ديمقراطية من الأميركان”.
فإذا احتج مجموعة من الشبان الصالحين على سرقة كبرى، أو فساد كبير، ردت السلطة عليهم بقنابل الغاز، وبعد أن تطلق عليهم الغاز تطلق سامي النصف يبرر ما تفعله، وكأنه المسؤول عن تنظيف مسرح الجريمة وإخفاء الأدلة: “حتى في لندن استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع، والجميع يعرف عراقة الديمقراطية البريطانية ومستوى حقوق الإنسان فيها”.
ونعبر عن غضبنا نتيجة الزحمة المزمنة حتى في الطرق السريعة، فيخرج لنا سامي النصف: “في كتابه التحفة (شموع الموائد) ذكر المؤلف الأميركي من أصول نرويجية فيشباخ بن زرناخ أن ساعات الذروة تزداد بحسب فعالية الدولة ونشاطها، فكلما كانت الدولة نشطة ازدحمت شوارعها أكثر، والكويت من الدول النشطة، لذا فالزحمة مبررة”.
هذه طريقة سامي في التبرير، وليست أقواله بالتحديد… كان يجرنا على الشوك والحصى دفاعاً عن فساد السلطة، وكانت السلطة تداعبه بالمناصب… واليوم آن الأوان لندعو أبا عبداللطيف، سامي النصف، ليشرب معنا من كأسه التي لطالما أسقانا منها، فلسنا أفضل من نيوزيلندا ولا أميركا ولا بريطانيا، ولا حتى كوستاريكا… اشرب أبا عبداللطيف هنيئاً مريئاً، واخلع عنك ثوب المعارضة الذي ارتديته بعدما “خلعوك” من منصبك… صحتين.