التهنئة القلبية بفوزكم الساحق في انتخابات حرة نزيهة هي من النوادر في تاريخ مصر «وحتى العرب» الحديث بما في ذلك عصور الملكيات العربية التي كانت تزيف بها الانتخابات وتزور، تلك الثقة الغالية والمحبة التي حصدتموها من شعب أرض الكنانة ومن أغلبية العرب تضع على كاهلكم مسؤوليات جساما ضمن المخاض العسير الذي تمر به المنطقة، وريشة التاريخ كعادتها ترقب وتكتب وتخلد.
***
بودنا يا سيادة الرئيس أن تصدروا في أيامكم الأولى عفوا عن الرئيسين السابقين مبارك ومرسي وعن أقاربهما وأتباعهما ممن لم تتلوث أياديهم بالدماء، فهذا ما قام به رسول الأمة صلى الله عليه وسلم في يوم انتصاره الأول، كما قام بذلك الرئيس مبارك عندما أطلق سراح مساجين سلفه السادات واستقبلهم في قصر الرئاسة، لذا اعتبرت أول 10 سنوات من عهد مبارك العصر الذهبي له، وهو ما يكفيكم فأنتم لا تعتزمون البقاء لأكثر من 8 سنوات والتي حددها الدستور.
***
نرجو أن يمتد العفو لرجال الأعمال المصريين الذين ألقوا ـ إبان هوجة الانفعال ـ في السجون، وكان جل ذنبهم أنهم أحالوا صحاري مصر إلى مدن وجنات غناء سكنها الملايين وبحجج زائفة هي أنهم حازوا الأراضي التي عمروها بعقود شرعية من الدولة بأسعار متهاودة متناسين كلفة تعميرها، وأن ذلك الرخص ـ إن صدقت المقولة ـ انعكس على سعر البيع للمواطن المصري، وكيف لمستثمر مصري أو أجنبي أن يستثمر في مصر وهو يرى الدولة تنكث عهودها وترمي بالمستثمرين في السجون؟!
***
وبودنا أن تستقبلوا في أيامكم الأولى كبار رجال الإعلام في بلدكم وحتى في عالمنا العربي من أصحاب الصحف والفضائيات وكتابها ومذيعيها، فهؤلاء من دعموكم وهؤلاء من سيتم عبرهم ترسيخ الاستقرار السياسي الذي لا غنى لكم عنه، كي تبدأ عجلة الاقتصاد بالدوران والناس بالعمل، فقد نهضت أمم كحال الهند والصين وهم أكثر عددا من مصر بمرات عديدة وأثبتوا ومثلهم كوريا وماليزيا والبرازيل وسنغافورة وغيرهم كيف لأحلام وأعمال القادة أن تحيي الأمم وهي رميم وتسير بها للمستقبل المشرق.
***
آخر محطة: (1) ما يثبت نزاهة الانتخابات الرئاسية المصرية الأخيرة، أن الحال لو كان كما هو في السابق لتم تزوير أعداد المصوتين ولما احتاج الأمر لمد زمن الانتخابات أي إن تمديد الأيام يثبت بشكل قاطع عدم تزوير الأرقام.
(2) أرسل لي مستشار كويتي يعمل في جامعة الدول العربية وانتدب لمراقبة الانتخابات أنه زار عشرات المراكز الانتخابية ولم يشهد ما يريب، كما تابع عملية إغلاق الصناديق ونقلها بمعية القضاة والمندوبين ورجال الأمن.
(3) حصل الرئيس عبدالفتاح السيسي على 23 مليون صوت في انتخابات حرة نزيهة بينما حصل الرئيس مرسي على 13 مليون صوت في انتخابات مماثلة، فمن الأكثر تمثيلا للشعب المصري؟! الإجابة أوضح من الشمس في رابعة النهار.
@salnesf