في صيف 90 اختفى بلد يدعى الكويت، وفي ربيع عام 2014 اختفت طائرة ماليزية وفي الحالتين انبهر العالم وتعاطف مع الحدث وبدأ العمل جاهدا لوضع الامور في نصابها الصحيح، حيث تحركت الطائرات والسفن لإجلاء الحقائق وتصحيحها الا ان الامر تمخض بالامس وسيتمخض اليوم ـ كما ستكتشف ماليزيا لاحقا ـ عن دفع فاتورة مالية ضخمة فلا يوجد بالعالم غداء مجاني.
***
ومازال العالم مفتونا بقضية «البعد الثالث» اي التحليق في الفضاء الذي هو علم لم تعرفه البشرية الا منذ عقود قليلة، لذا ما ان يقع حادث لطائرة حتى يصبح «مانشيت» في جميع صحف العالم ويبدأ الاعلاميون بالتوافد على البلد المعني بالطائرة المنكوبة وحينها يتم اما كسب الاعلام متى ما تم التعامل معه باحتراف ومهنية وتزويده بالحقائق اولا باول، او فقده عبر تجاهله وعدم الرد على استفساراته او الاسوأ.. الكذب عليه!
***
صدر قبل ايام تقرير ادارة السلامة الكندية حول حادث الطائرة الكندية البوينغ 200 ـ 737 التي تحطمت في 20/8/2011 والذي كان سببه خلاف الكابتن ومساعده وعدم لجوئهما للتحليق ثانية (Go Around) بدلا من الاصرار على النزول، كما صدر عن ادارة السلامة الاندونيسية تقرير حادث شركة «ليون» الاندونيسية البوينغ 900 ـ 737 في مطار «ساربايا» في فبراير 2014 والذي نتج كذلك عن قلة تدريب الطيارين واصرارهم على النزول بدلا من التحليق ثانية، وهو حادث مشابه لما حدث في مطار بالي لطائرة بوينغ 800 ـ 737 تابعة لنفس الشركة في ابريل 2013 عندما سقطت في البحر عند الهبوط بسبب قلة التدريب وعدم التحليق مرة ثانية بدلا من النزول.
***
آخر محطة: بعد حادث «اليابانية» التي قتل جميع ركابها عام 82 بعد انتحار كابتنها وعدم عمل المساعد شيئا لمنعه اقترحت في مؤتمر زيوريخ لمنظمة السلامة الدولية، والذي قدم فيه رئيس «اليابانية» ورقة حول الاجراءات التي اتخذت بعد ذلك الحادث، ان تدرس لجان السلامة العالمية المختصة اثر ثقافات الشعوب المختلفة على الاداء داخل كابينة القيادة لا بقصد النقد بل للتعلم وتصحيح الاخطاء البشرية القاتلة.
@salnesf