أحد أسباب تقدم الجيران وتخلفنا في مؤشرات الشفافية الدولية رغم تعدد الجهات الرقابية عندنا وربما عدم وجودها عندهم حقيقة أنهم يفعّلون قانون «العصا والجزرة»، فيُكافأ بالعلن الأكفاء والمجدون ويختبئ في الدهاليز المظلمة المتجاوزون خوفا من تسليط الضوء عليهم ومحاسبتهم!
***
كسرنا منذ سنوات طوال قاعدة «العصا والجزرة»، بل عكسناها فأصبحت العصا والمحاسبة للمجدين الحريصين على الأموال العامة، لذا تخلفنا عن ركب الأمم وتقدم علينا الجيران.
***
في علوم السياسة والاجتماع، يدرّس أن لكل عمل يعمل أو قرار يصدر رسالة واضحة جلية تصل بسرعة البرق للشعوب التي لا تُخدع عادة بـ «الأقوال»، بل تتابع عن قرب ما يحدث على أرض الواقع من «أفعال»، فإن رأت أن النهج السائد هو مكافأة المجد ومحاسبة المسيء استقام مسارها واطمأنت نفوسها وحسن أداؤها وأخذت تعمل بجد واجتهاد لأوطان مستقرة باقية لألف عام.
***
أما إن تابعت العكس من ذلك ورأت أن العطاء والمنح والدعم والمؤازرة للمسيئين والمتجاوزين، ثارت نفوسها واضطربت أعمالها وساء أداؤها وباتت مهيأة للاضطراب والفوضى وأخذت بالتبعية تعامل أوطانها على أنها محطات وقود زائلة تملأ بها الجيوب قبل الرحيل الأخير، فهل هذا ما نريده بحق لبلدنا؟ ألا تكفي تجربة عام 1990 وحدها عندما تعاملنا قبلها على أن الكويت بلد «مؤقت» وزائل فتحقق في النهاية ما عملنا لأجله؟!
***
آخر محطة: (1) ما نشرته إحدى الزميلات أمس غير صحيح، فطائرات «جيت إيرويز» تم فحصها من قبل فريقين كويتي وفرنسي في الفترة من 21 الى 24 مايو الماضي، ولم تكن هناك زيادة حتى 30 فلسا لا 30% في اسعار تلك الطائرات ومن لم يرض بطائرات عمرها 5 سنوات فسيحضر خلال اشهر قليلة طائرات عمرها 12 سنة.. لم يتم فحصها فنيا.. يتبقى سؤال مهم جدا عن كلفة الطائرات البديلة، ومن هم اصحابها ما دمنا قد عرفنا اصحاب طائرات «جيت إيرويز»؟
(2) ستتكشف خلال المدة القادمة خفايا ما يحدث هذه الأيام والمليارات التي تحملتها الخزانة العامة تحت ضباب الأكاذيب والأطماع لصالح قوى الفساد..