جمعنا قبل مدة عشاء سمك على احد شواطئ بيروت وكان من الحضور مستشار سياسي بارز لاحد قيادات الدولة اللبنانية الرئيسيين وجمع من الاعلاميين اللبنانيين والعرب والخليجيين ممن تطغى عليهم صبغة اليسار والمعارضة العربية التقليدية كحال د.امين اسكندر والصديق زاهي وهبي.
****
ابتدأ احد الناصريين المصريين الحديث باظهار رغبته في أن تشهد السنوات الاربع المقبلة اخفاقا ذريعا للحكومة المصرية القائمة واعلن انهم يعملون جاهدين كتجمع سياسي لإفشال كل ما تقوم به الحكومة من اعمال، وقد أبديت اعتراضي على ذلك التوجه وذكرت انني رغم اختلافي التام مع التوجهات المصرية الرسمية الحالية الا انني لا اتمنى على الاطلاق فشل الادارة المصرية كونه يمثل بالنهاية فشلا للعزيزة مصر قد ينتج عنه ما لا تحمد عقباه، فبلدان المنطقة هذه الايام اقرب لمنازل الورق او بيوت الشواطئ المعرضة للهدم مع اول هبة هواء.
****
وقد بادرني المستشار السياسي اللبناني بالقول انكم في الكويت اول من انشأ ميليشيا في لبنان، موضحا انكم اول من دعم وسلح ابوعمار وقواته، وكانت اجابتي بأن الميليشيات في لبنان اقدم من تاريخ بداية الحرب الاهلية الاخيرة، ونعم لقد دعمنا القضية الفلسطينية بالمال والتعليم والنضال السياسي وفتح فرص العمل للفلسطينيين لدعم صمودهم الا اننا وللتاريخ لم نعطهم رصاصة واحدة، مضيفا: قد كنت اتفهم موقفك لو كنت انت من المنضوين تحت حزب الكتائب والقوى المسيحية اللبنانية التي خاضت الحرب ضدهم، اما وانت من يدافع عن مشروع المقاومة فأنت تعلم قبل غيرك ان ابوعمار واسلحته كانت تمثل الجزء الاكبر من المقاومة ومن الحركة الوطنية واليسارية آنذاك، لذا لا افهم انتقادنا فيما لو خذلنا القضية الفلسطينية وان ننتقد فيما لو ايدناها.
****
وامتد الحوار لبعض المعارضين البحرينيين وكان موقفي الطلب منهم خفض سقف مطالبهم كي يمكن بدء حوار مثمر وبناء مع الحكومة البحرينية، فالسياسة هي فن الممكن لا طلب المستحيل لصالح البحرين ومستقبل ابنائها وللنأي بها عما يدور في المنطقة من مخططات، فالتصلب يعني الحكم المسبق بفشل اي حوار وقد وعد البعض بنقل تلك الرؤى لقيادات المعارضة البحرينية الرئيسية.
****
آخر محطة: ختم سامي كليب مقدم برنامج «لعبة الامم» في قناة الميادين اللقاء بالقول انني شديد الذكاء شديد الثقافة وانني اعمل على الارجح لصالح C.i.A (اي الاتهامات المعلبة المعتادة) وقد طلبت من الآخرين ان يبدوا رأيهم في ذلك القول دون حرج وحمدت الله على ان احدا لم يوافقه على ذلك الاتهام وكان ردي ان عملاء المخابرات الاميركية لا يدافعون عن اميركا في العلن كما اقوم بذلك على الفضائيات كي لا ينفضحوا، لذا عليكم ان تبحثوا عن هؤلاء العملاء بين من يدعي العداء لاميركا فهذا هو الامر المعتاد عبر التاريخ.