جاء خطاب صاحب السمو الأمير المفدى واضحا في مقاصده، جزيلا في معانيه ومحذرا مما يخطط للكويت من أذى من قبل بعض «أبنائها» كما أتى في الخطاب، وأعتقد ان على الجميع التجاوب مع ذلك النطق التاريخي الهام القادم من والد الجميع ممن تجتمع لديه كل المعلومات المعلنة والسرية من مصادرها المختلفة، لدرء الأخطار الماحقة عن البلد والحفاظ على أمنه واستقراره ومستقبل أبنائه.
***
خيار الصوت الواحد للناخب الواحد (ONE MAN ONE VOTE) ليس أمرا عجبا بل هو النظام المعمول به في العالم أجمع، والعجب كل العجب أن يمنح الناخب 4 أصوات يصوّت بالبعض منها ويبيع ما تبقى، وللمعلومة مقاطعة الانتخابات أمر طبيعي وعادي بل ان 40 ـ 50% من الشعب الكويتي يقاطعون الانتخابات ترشحا وانتخابا بصورة منتظمة، حيث لا يزيد المشاركون عادة في الانتخابات عن نصف عدد من يحق لهم التصويت، فالمقاطعة في الكويت وغيرها لا تعني الفوضى والتجمهر والإخلال بالأمن والإضرار ببلدنا جميعا، المقاطعة تعني أن ينتظر المقاطعون الانتخابات اللاحقة ليروا رغبة الناخبين في استمرار مقاطعتهم او العودة عنها.. لا أكثر.
***
سقط الاتحاد السوفييتي لسبب واحد هو إبعاد الأكفاء، ومنذ عشرين عاما هناك استقصاد لكل وزير ومسؤول كفء وأمين وشديد الاختصاص في مجاله بالاستجوابات والأزمات المفتعلة حتى يتم إسقاطه وإحلال غير الكفء وغير الأمين بدلا منه فيتم الرضا عنه والصمت عن تجاوزاته، هذا المقياس وهذه المسطرة رفعت إلى أعلى ووصلت لمحاولة عرقلة أعمال القيادة السياسية شديدة الكفاءة ممثلة بسمو الأمير الذي تفاءل الشعب الكويتي بقدومه نظرا لخبرته وتجربته السياسية الفريدة وغير المسبوقة في تاريخ الكويت، والأرجح ان اي اختيار لرئيس الوزراء وللوزراء وأي سياسة سيتم تبنيها من قبل سموه كانت ستعرقل بسبق اصرار وترصد بقصد الإضرار بالكويت ومصلحة شعبها، وهذه هي الحقيقة الناصعة الجلية.
***
من جميل ما وصلني جملة تساؤلات يجب أن يطرحها كل كويتي على نفسه، ومنها: هل جربت الهجرة كالهندي وغيره؟! وهل جربت الخوف كالفلسطيني؟! وهل جربت الجوع كالصومالي؟! وهل جربت الضرائب الباهظة كالأميركي والياباني والألماني؟! وهل جربت أن تصحو يوما فتجد نفسك دون بيت أو غطاء أو طعام كالسوري والعراقي؟! هل فكرت أن تدفع كالشعوب الأخرى الكلفة الحقيقية للتعليم والصحة والكهرباء والماء والمحروقات هذا ان توافرت ومعها دفع رسوم على الطرقات؟! سبحان الله، أمن وأمان ومساجد في كل مكان وصحة في الأبدان وتعليم بالمجان وفائض في الرفاه والحريات حتى ان 99% من شعوب الدول الأخرى يحسدوننا على ما نحن فيه، فماذا نريد؟!
***
آخر محطة: ليس هناك أصدق من قول رب العباد في سورة النحل (وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون) صدق الله العظيم.