أغلب ما يشاهد من صراع على الحلبة السياسية الكويتية هو في حقيقته صراع مصالح وأموال وسلطة ونفوذ، فلماذا ندخل أنفسنا فيه كما سألني بعض الأصدقاء والأقرباء؟! وهل تموضعنا أو تطرفنا أو تشددنا بعكس ما كانت عليه مواقفنا في السابق؟ وكانت الإجابة:
أولا: أنا بالفعل من المؤمنين بالوسطية لا التعصب الأعمى لهذا الطرف أو ذاك كوني لم أسمع أو أقرأ عن أمة دمرها الاعتدال أو عن بلد أحياه التعصب، كما أؤمن في الوقت ذاته بحاجة الشعب الكويتي مني أو من غيري من صناع الرأي لمواقف عاقلة وحكيمة تساعده على التمييز بين الغث والسمين فيما يطرح، وأدعي انني حاولت جاهدا طوال عمري بالكتابة ان أتخذ مثل الموقف الوسطي الثابت بين التخندقات القائمة إلا ان هناك امرا جعلني اتخذ المواقف التي اتخذتها خلال الأسابيع الماضية وستبقى مواقفي ما وقف ذلك الأمر المستجد.
****
ذلك المستجد هو ما شهدناه من خروج على كل الثوابت التي قامت عليها الكويت منذ يومها الأول، وضرب لكل الأعمدة ونزع كل أوتاد الخيمة التي تظلنا جميعا بدءا من التعرض لهيبة السلطة والمساس بمواد الدستور والطعن بالقضاة والتعدي على رجال الأمن والنزول دون داع للشوارع التي قد يعرف البعض كيفية البدء بها ولا يعرف أحد كيف تنتهي، كذلك لم أستوعب على الإطلاق ازدواجية الخطاب السياسي وقول الشيء وعكسه أو انكاره رغم ثبوته، والطعن بفئات وطوائف كريمة من المجتمع الكويتي. ان النهج القائم يدفع بتعقيد الأزمة لا حلها والخوف من أن ينفخ بالأزمة حتى تقارب، والبلد معها، على الانفجار والدمار.. المصاحب!
****
إن على الجميع ولأجل الكويت وشعب الكويت أن يعودوا الى رشدهم وأن يبدأوا بلغة حوار لا شروط مسبقة فيها وعبر التقدم بمطالب متدرجة معقولة قابلة للتحقق بعيدا عن منهاجية ليّ الذراع وتقوم على فن الممكن وابداء حسن النوايا ونسيان الماضي القريب والبعيد، فكلنا أبناء وطن واحد اختلفنا في السابق ففقدناه فهل يراد لنا ان نكرر المقدمات حتى تتكرر النتائج؟! ألم نتعلم الدرس؟ وماذا نحتاج كي نتعلمه هذه المرة؟!
****
آخر محطة: لتثق أي قوى سياسية تبدي حسن نواياها لحل الأزمة القائمة ومنع أي أزمات قادمة، ان الشعب الكويتي ونحن معه سيصطف معها، أما من يحرض على بلده ويسعى تحت الشعارات والمطالب الكاذبة لخرابها وإيذاء شعبها فسنقف ضده ونسل أقلامنا سيوفا حادة لقطع رقاب من يريد دمارها، ولا يتساوى الحق والباطل.