قرار بعض القيادات السياسية التي تتهم في العادة بأنها المتسبب الأول في تعطيل حال البلد عبر الأزمات والاستجوابات التي تختلقها وتؤدي في العادة الى استقالة الحكومات وحل البرلمانات هو أمر جيد يجب الالتزام به، كما انه ليس غريبا حيث تقرر قوى سياسية في كثير من بلدان العالم مقاطعة الانتخابات العامة لظروف تقدرها، ثم تلتزم بذلك القرار.
***
أهم فوائد تلك المقاطعة للسنوات الأربع المقبلة انها ستظهر للشعب الكويتي قاطبة بشكل لا لبس فيه واوضح من الشمس في رابعة النهار من المتسبب الحقيقي في تخلف البلد عن الجيران وعرقلة قطار التنمية وخلق حالة توتر وقلق دائمة عند المواطنين، لذا فإن صلح حال الكويت خلال المدة المقبلة عرفنا ان تلك القيادات السياسية المعارضة هي السبب، اما اذا بقي الحال على ما هو عليه أو ساء فيجب التوقف عن لوم تلك القوى على اخفاقات العشرين عاما الماضية ونقل اللوم بأكمله الى الحكومات المتعاقبة.
ويدعي من يتهم بعض اطراف المعارضة بأنهم يعملون لصالح اجندات خارجية تستهدف الإضرار بالكويت بأن ما سيدل على صدق تلك الاتهامات هو عودة تلك الاطراف للمشاركة في الانتخابات المقبلة رغم دعاوى المقاطعة الحالية كون من يدفع الأموال الطائلة يريد ممن يقبض ان يكون عضوا في البرلمان او اكثر، فلا فائدة من الدفع لمن لا صفة سياسية له لذا علينا ان ننتظر ونرى.
***
آخر محطة
1: ميشال فؤاد سماحة عضو برلمان ووزير لبناني سابق كان يصدح بدعاوى الوطنية مشككا في وطنية خصومه، ثم ثبت انه كان عميلا للخارج ومستعدا لأجل المال الحرام ان يحرق وطنه ويثير الحرب الأهلية فيه، للمعلومة عندما قاطع المسيحيون انتخابات عام 1992 اصر سماحة على المشاركة فيها واصبح نائبا في أول برلمان بعد اتفاق الطائف فالأسياد يريدون ذلك، وهل من عظة وعبرة ومعرفة بأن من يرفع شعار الوطنية ليس بالضرورة وطنيا، وأن كثيرا من الساسة مستعدون لحرق أوطانهم وضرب الاستقرار فيها لأجل المال الحرام؟!
(2) يقول هتلر: أحقر الناس الذين قابلتهم في حياتي هم اولئك الذين ساعدوني على تدمير اوطانهم!
(3) ويقول نابليون: خونة أوطانهم لا يستحقون مصافحتي وحقهم علينا ان ندفع لهم المال فقط لا ان نصافحهم.