سامي النصف

من قتل الرئيس المصري محمد الحسيني؟!

قيام الوحدة بين مصر وسورية (1958 ـ 1961) لا يعني القول ان ام كلثوم سورية او نزار قباني مصري، مولد الإنسان ومعيشته في بلد هما ما يحددان انتماءه، لذا لا يجوز عند الحديث عن القضية الفلسطينية القول ان من تسبب فيها هو الصحافي النمساوي تيدور هيرتزل مؤسس الحركة الصهيونية، حيث ان هيرتزل هنغاري المولد والنشأة إبان عهد الإمبراطورية الهنغارية ـ النمساوية ـ وقد أصبح بيته ومدرسته احد المعالم السياحية في بودابست لا.. فيينا!

***

وظهر أمس تابعت لمدة 3 ساعات من المشي في حواري ومباني ميونيخ نشأة الرايخ الثالث على يد الزعيم النازي هتلر، ومما قاله الدليل السياحي ان هتلر كان نمساويا وليس ألمانيا وان رئيس الجمهورية رفض تعيينه في منصب المستشارية لعدم حصوله على الجنسية الألمانية إلا انه منحه في النهاية المنصب تحت ضغط العنف النازي الذي نزل للشوارع واعتقادا منه انه لن يبقى في منصبه اكثر من 50 يوما، هي معدل بقاء الإدارات والحكومات في جمهورية «فايمر» التي نشأت بعد الحرب العالمية الأولى ولم تنجز شيئا للشعب الألماني بسبب وفرة الأزمات السياسية التي استمرت لـ 12 عاما تم تسليم الحكم والمستشارية بعدها لهتلر الذي قرر بعد موت رئيس الجمهورية ضم المنصب له وتغيير لقبه من مستشار الى «الفوهرز» ومضى مصرّا بشكل غريب على دخول الحرب رغم تساهل الغرب والشرق مع مطالبه ومطامعه التي كان بإمكانه ان يحصل عليها دون دمار الحروب.

***

حال هيرتزل وهتلر في حقيقة انتمائهما وجنسيتهما هو حال محمد ياسر عبدالرؤوف عرفات قدوة «الحسيني» واللقب الأخير منحه إياه المفتي أمين الحسيني، ومحمد الحسيني أو ياسر عرفات ولد وعاش ودرس حتى الجامعة في «مصر»، وأخبرني المرحوم فيصل الحسيني إبان زيارته الأخيرة للكويت ان الرئيس عرفات لا ينتمي لعائلة الحسيني المعروفة وان هناك اشكالا حقيقيا فيما يتعلق بانتماء «الختيار» حيث يعتقد اهل الضفة والقدس انه ينتمي لغزة بحكم لهجته المصرية، بينما يعتقد اهل غزة انه ينتمي للقدس والضفة بسبب مسمى الحسيني الذي أضيف لاسمه ولا احد يعرف في النهاية حقيقة انتمائه.

***

مع وفاة الرئيس عرفات وانطلاق الإشاعات الهامسة مبكرا عن تسميمه، طالبنا في مقال آنذاك بتشريح جثمانه لمعرفة حقيقة ذلك الأمر ولم يحدث شيء، هذه الأيام قامت قناة «الجزيرة» بجهد طيب للبحث عن سبب وفاة الرئيس الفلسطيني (الرئيس المصري بحكم المولد والنشأة) بعد ان زودتهم أرملته ببقايا ملابسه بعد 8 أعوام على رحيله (!) وقد أتت نتائج المختبرات لتثبت وجود مواد مشعة (بولونيوم) في تلك الملابس رغم ان الحقائق تثبت ان مثل تلك المواد المشعة تختفي تماما بعد أشهر قليلة على عملية التسميم، كما حدث في حالة الجاسوس الروسي الذي تم تسميمه بمواد مماثلة في لندن، لذا فواضح ان هناك ملعوبا من الأرملة الحسناء اللعوب يراد منه تحويل الموت الطبيعي لعرفات لعملية استشهاد متأخرة، وما لم تقله السيدة سهى ان وفاة الراحل ابوعمار وهو في منتصف السبعينيات من العمر هي امر طبيعي جدا، بل ان عمره يزيد عن معدل الأعمار في المنطقة.

***

آخر محطة: إسرائيل بريئة من دم الراحل عرفات كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب أو أكثر، فلماذا تقتل إسرائيل الذكية عرفات وتحيله إلى شهيد وهو المدمر الأول للقضية الفلسطينية، فمن دمار وهزيمة وخروج عمان (67 ـ 70) الى دمار وهزيمة وخروج لبنان (75 ـ 90) الى دمار وهزيمة موقفه من غزو الكويت (90 ـ 91) وصيحته الشهيرة «مرحى مرحى للحرب مما أخرج شعبه وحرمه من الدعم المالي الخليجي.. عرفات هو عطية السماء لإسرائيل، فلماذا بحق السماء تقتله؟!

 

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *