إعلان بعض الساسة انهم سينزلون بقوائم موحدة امر جيد حيث سيعرف الناخب الكويتي على ماذا سيصوت خاصة اننا نعيش مرحلة حرجة سياسيا واقتصاديا وامنيا، وعليه فعلى وسائل الاعلام في الانتخابات القادمة تذكير الشعب الكويتي بأن هناك تكتلات يعني التصويت لمنضويها التصويت للدائرة الواحدة والحزبية والحكومة الشعبية ولربما لبدء اشعال الحرب الاهلية علما بأن الداعين للشرور الثلاثة بعضهم في الاكثرية وبعضهم في الاقلية، والرافضون لتلك الشرور الماحقة بعضهم في الأكثرية وبعضهم في الاقلية.
***
لذا فإن كنت تؤيد خلق حياة حزبية في الكويت ستكون مطابقة عقلا ومنطقا للحياة الحزبية في لبنان والصومال والعراق واليمن وغيرها من دول المنطقة ولن تكون بالطبع مقاربة لتجربة سويسرا والدول الاسكندنافية فاختر من يدعو لذلك الخيار الذي سيقنن ويمنح صك الشرعية لكل التخندقات والممارسات الخاطئة من فئوية وقبلية وطائفية ومن ثم ستبقى للابد تحت مسمى الاحزاب المختلفة وستقودنا تلك الاحزاب الى ما قادت اليه الاشقاء العرب من دمار وحروب اهلية حتى تحولت من دول الى غابات قتل ونحر!
***
وان كنت تؤيد الحكومة الشعبية والملكية الدستورية التي جربت – للعلم – في الملكيات العربية فلم تخلق حياة سياسية مستقرة قط، حيث كان معدل عمر الوزارات في العراق الملكي كما يذكر المؤرخ عبدالرزاق الحسني في كتابه «تاريخ الوزارات العراقية» لا يزيد عن 6 اشهر رغم ان جميع تلك الحكومات كانت تملك اغلبية حزبية في البرلمان الا ان العراقيين حالهم حال الكويتيين كما اثبتت التجربة مرارا وتكرارا لا يستقر لهم حال ويبدلون تحالفاتهم مع كل صباح ومساء، وقد نتج عن الوزارات الشعبية في الكويت اي التي تقلدها الوزراء النواب المحللون، ومثلهم الحكومات الشعبية في اوطاننا العربية كارثة «الاستباحة» حيث لم يعد احد يأمن على وظيفته ومصدر رزقه، فمع وصول الحزب الكويتي الذي سيشكل الحكومة سيبدأ بتكريم منضويه وداعميه بالمناصب والترقيات ظالما وطاردا من لا ينتمي إليه من الموظفين. ومن طرائف الحكومات الحزبية والشعبية العربية ان مصطفى النحاس باشا في آخر وزارة له تقلد منصب رئيس الوزراء ورئيس ديوان الموظفين لزوم مكافأة الاتباع والمناصرين على حساب الآخرين فإن كنت تريد ان تقتدي الكويت بمثل تلك التجارب المريرة فصوت للكتل التي تدعو لها وتذكر قبل ذلك ان الاسر الحاكمة الخليجية هي عوامل استقرار في بلداننا وتقف على مسافة واحدة من جميع الفئات والشرائح بعكس الآخرين.
***
كذلك ان كنت تعتقد ان بعض ساستنا اكثر فهما وذكاء وحكمة وعقلا من ساسة الغرب والشرق ودول مثل الولايات المتحدة والمانيا واليابان وبريطانيا وباقي دول العالم قاطبة (عدا اسرائيل) التي تأخذ بمبدأ «تعدد الدوائر» كوسيلة لضمان تمثيل عادل لجميع شرائح المجتمع السياسي والاجتماعي والفكري فانتخب من يدعو من ساستنا للتحول الى الدائرة الواحدة التي قد تجر – وحدها – المجتمع الكويتي إلى شفا حرب اهلية عندما تطغى توجهات سياسية على توجهات سياسية، وطوائف على طوائف وفئات على فئات وتستباح موارد الدولة وميزانيتها العامة من قبل التحالف الفائز وتشعر مجاميع بأكملها بأنها اصبحت خارج كعكعة الدولة ضمن مجتمع لا تسامح ولا مغفرة فيه، ويكفي ان تمد نظرك الى ما يحدث على بعد امتار قليلة من حدودنا الشمالية ثم قرر كيف ستصوت.