في الخمسينيات والستينيات استوردت مصر من الاتحاد السوفييتي ودول الكتلة الشرقية أسوأ أنواع الأنظمة البيروقراطية والفساد الوظيفي وعدم الإنتاجية، وقد قمنا في حينها وبشطارة شديدة باستيراد تلك الأنظمة المدمرة من مصر ومعها ما يصاحب «قفول» البيروقراطية المعتادة من حاجة لمفاتيح رشاوى ومنح وعطايا لفكها، تخلصت في حقبها اللاحقة من أغلب تلك الأنظمة المدمرة وبقي التعقيد قائما في الكويت يدمر كل شيء جميل ويتسبب في حنق الناس وتذمرهم، وتخلفنا عن الجيران، وبذا فاق التلميذ الصغير أستاذه الكبير في السوء ولا أعلم إن كان ذلك أمرا علينا أن نفخر به أم نخجل منه!
* * *
يشتكي المثقفون والمفكرون ورجال السياسة والإعلام في مصر هذه الأيام من حزب «الكنبة» أي السلبيون تجاه الأحداث والقضايا العامة، واعتقد اننا حتى في هذه الجزئية تفوقنا عليهم فحزب «القنفة» الكويتي أثبت أنه أسوأ بكثير من حزب «كنبتهم» الذي لا يهش ولا ينش أعضاؤه، بينما يخير حزبنا بلدنا ما بين السلبية المطلقة لأعضائه والكسل وعدم العمل، أو ـ وهنا الإبداع والإضافة ـ التحرك بكل قوة ونشاط في الاتجاه المعاكس للعقل والمنطق والصالح العام كحال النزول للساحات والميادين لدعم كل تحرك يضر بالكويت.
* * *
فحزب «القنفة» الكويتي هو من دعم وقوى وآزر كل من وقف ضد المشاريع التنموية المهمة في تاريخ البلد كمشاريع حقول الشمال والـ B.O.T وتحديث أسطول «الكويتية» والتأزيم السياسي…إلخ، كما وقف الحزب مع كل استجواب يقدم لمسؤول كويتي كفؤ وأمين وسكت عن السراق والمتجاوزين، كما شجع الحزب على ضرب القطاع الخاص البديل الوحيد لتوظيف الشباب الكويتي، وهلل لنجاح محاولات إفلاس الشركات المساهمة الكويتية عبر وقف الدعم عنها ومثلها ضرب مؤسسات الإعلام وشركات الطيران التي توظف الشباب وترفع اسم البلد، فلا رحمة لدى حزب «القنفة» الكويتي الذكي ولن يوقف تحركه حتى إفلاس وتدمير البلد وهجرة آخر مواطن ومقيم منه.. عفيه حزب.
* * *
آخر محطة:
(1) ـ «حدس والإخوان وأصحاب السمعة الطيبة يمتنعون»، مشروع «كي داو» ليس مشروعا حدسيا بل كويتي يتحمل المال العام أرباحه أو خسائره، كما أن مفاوضية النفطيين يمثلون جميع ألوان الطيف الكويتي، لذا أرى ان تبني «حدس» لمشروع الداو والدفاع عن مسؤوليه سيتسبب في أفدح الضرر على الحركة ولن ينساه الشعب الكويتي، لذا فالواجب على نواب وكتاب حدس ومثلهم رجال الكويت من أصحاب السمعة الطيبة أن يبتعدوا عن الدفاع عمن تسببوا في خسارة الكويت وشعبها أموالا تكفي لحل إشكالات الإسكان والصحة والتعليم معا، فشمس الحقيقة لا يمكن تغطيتها والجرح نازف فلا تضعوا الملح عليه.. والدين النصيحة!
(2) ـ القطاع النفطي لا يحتاج لتدويل بل لـ «تطهير»!
(3) ـ الأربعة رواتب «بونص» غير المعمول بها في كل الدول والشركات النفطية الأخرى هي سرقة كبرى وافتئات على اموال الشعب الكويتي كافة تضاف للسرقات والتجاوزات الأخرى، فمن سيوقفها من ممثلي الشعب؟ أوقفوها أو عمموها على المواطنين، فهم لا ـ موظفو النفط ـ أصحاب الثروة التي تسرق وتهدر مع كل إشراقة شمس.